للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ الله: " [(فصل)] (١): والتَّغييراتُ علي ضربين: جاريةٍ على القياسِ المُطَّردِ في كلامِهِمْ، ومعدولةٍ على ذلك، فمن الجاريةِ على قياسِ كلامِهم حَذْفُهُم التَّاءَ ونوني التَّثنية والجَمعِ كقولهم: بَصْرِيُّ وهِنْدِيٌّ وزَيْدِيٌّ، في البَصْرَةِ، وهِنْدَانِ وزَيْدُوْنَ اسمَيْنِ".

قالَ المُشَرِّحُ: أمّا تاءُ التأنيثِ فلأنَّ المنسوبُ كلَّه بمنزلةِ صفةٍ، وتاءُ التأنيثِ لا تكونُ وسطَ الصِّفةِ، وكذلك ألفُ التَّثنيةِ أو ياؤها أو واوُ الجمعِ أو ياؤُهُ مع النُّون نحو هِنْدِيّ وزَيْدي، في هندان وزيدون اسمين، لأنَّ فضلةَ التَّثنيةِ تلحقُ آخر الاسم (٢).

قال جارُ الله: "ومن ذلك نحو قُنَّسري ونَصيبيِ ويَبْري فيمن جعلَ الإِعرابَ قبلَ النُّون ومن جعلَه مُتعقب الإِعراب قال: قُنَّسريني".

قالَ المُشَرِّحُ: من جعلَ الإِعرابَ قبلَ النُّون في قُنَّسرين قال: قُنّسري، ومن جَعَلَهُ في النون نفسه ألزمَ النون قال: قُنّسرِيني؛ وهذا (٣) لأنَّ النُّون في غيرِ النِّسبة (٤) جعل معقب الإِعراب وألزم الياء وذلك نحو (٥):

دَعَانِيَ من نَجْدٍ فإنَّ سِنِيْنَهُ … لَعِبْنَ بِنَا شِيْبًا وشَيَّبْننا مُرْدَا

وقد مضى هذا.

فإِن سألتَ: فلمَ انكسرَ ما قبلَ ياءِ النِّسْبَةِ؟


(١) ساقط من (أ).
(٢) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٦١ هذا النص ثم قال: "أقول: هذا أيضًا ليس بشيءٍ، لأنَّ علامتي التَّثنية والجَمع هما آخرُ الاسمِ المُثنى والمَجموعِ، ألا تَرَى أنَّهما حرفَا الإِعراب".
(٣) في (ب): "وهذا النون لأن … ".
(٤) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٦١ نص المؤلف.
(٥) تقدم ذكره في الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>