للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمًا جاء على فعِل غيرَ هذا (١). قالَ الأَخْفَشُ: وإلى المُسمى بهذا الاسمِ نُسب أبو الأسود الدؤلي، وربّما قالُوا: أبو الأسود الدُّولي، قلبوا الهمزةَ واوًا؛ لأنَّ الهمزةَ إذا انْفَتَحَت وكانَ قبلَها ضَمَّةٌ فتخفيفها أن تَقلبها واوًا محضةً، كما قالُوا في جؤن: جُوَن، وفي مؤن: مُوَن. وعن الكَلْبِيِّ (٢) هو أبو الأَسود الدُّيَلِيُّ، فقُلبت الهمزة ياءً حين انكسرت، وإذا انقلبت ياء كُسرت الدَّالُ لتَسْلَمَ اليَاء، كما تقول: قيلَ وبيعَ. قالَ أيضًا: واسمه ظَالمُ بن عَمرِو بن سُليمان بن عَمْرو بن حِلْسِ بن نُفَاثَةَ بن عَدِيّ بن الدُّئل الأَصْمَعِيُّ: أخبرني عِيْسى بن عُمَر: الدُّيِل بن بكر الكِناني إنّما هو الدُّئل، فَتَرَكَ أَهْلُ الحِجَازِ الهمزةَ.

قالَ جارُ اللهِ: "ومنهم من يَقولُ يَثْرَبِيٍّ وتَغْلَبِيٍّ فيفتحُ والشائِعُ الكسرُ".

قالَ المُشَرِّحُ: بين هذا الفصلِ والفصلِ المتَقَدِّمِ فصلٌ، وذلك أنه في الفصل المتقدمِ يَستغرق الكَسرات المُتوالية أكثر الاسم بخلاف يَثربي وتَغْلبي. ابن السَّراج (٣) أما تَغْلِب فحقُّ النَّسبِ أن تأتي به على القياسِ وتَدعه على لَفظه فتقولُ: تَغْلِبِيّ، لأنَّ فيه حرفين غيرَ مكسورينِ، التاءُ مفتوحةً والعينُ ساكنةً.

قال جارُ الله: " (فصل) وتحذف الياءُ والواوُ من كلِّ (فَعيلة) و (فَعولة)


(١) قال ابن خالوية في ليس: ٦٤: "ليس في كلام العرب اسم على (فُعِل) إلا حرفًا واحدًا دُئِل: دُوَيْبَةً، قال الشَّاعرُ:
جَاءُوا بجَمْعٍ لَوْ قِيْسَ مُعْرَسُهُ … ما كانَ إلا كمُعْرَسِ الدُّئِلِ
وهذا شيءٌ غَرِيْبٌ نَادِرٌ".
(٢) جمهرة النَّسب: ١٥٢ قال: "ومن بني حلس بن نفاثة أبو الأسود، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدّئل. ويقال: اسم أبي الأسود عثمان. وكان عبد الله بن عباس ولَّى أبا الأسود البصرة حين خرج إلى صفين".
توفي أبو أسود سنة (٦٩ هـ).
ترجمته في: إنباه الرُّواة: ١/ ١٣، والخزانة: ١/ ١٣٦ … وغيرهما.
(٣) الأصول لابن السراج: ٣/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>