للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقال فيهما فَعَلِيّ نحو قولك: حَنَفِيّ وشَنَئِيّ".

قالَ المُشَرِّحُ: لما أعلُّوا الاسمَ بحذف الياء (١) منه في النسب إلى رَبِيْعَةَ وحَنِيْفَةَ ألزموه الإِعلال بحذفِ الياءِ منه أيضًا فقالوا: رَبَعِيٌّ وحَنَفِيٌّ، أَلا تَرى أنَّهم لما أعلُّوا لامَ الكلمةِ بالقَلْبِ في مثل عَصًى، أعلُّوا الفاءَ بالكسرِ فقالوا: عصيٌّ، ولأنَّه لو نُسِبَ إلى (فَعيَله) بدون حذف الياءِ لالتَبَسَ بالمَنسوب إلى (فَعيل) فكذلك لو نسبت إلى (فَعولة) باستيفاء الواو لالتبسَ بالمنسوبِ إلى (فَعول)، ألا تراكَ تقولُ في النِّسبة إلى سَلُولٍ سَلُوْليٍّ.

فإن سألتَ: فكيفَ لم تُحذف الياء والواو من (فَعِيْلٍ) و (فَعُولٍ) في النِّسبة؟.

أجبتُ: لأنَّ (فَعِيْلًا) و (فَعُوْلًا) مقدمان على (فَعيلةٍ) و (فَعولةٍ)، والأصلُ عدمُ الحذفِ فنسبْتَ إليهما كما هُما بخلافِ ما إذا نَسَبْتَ إلى (فَعِيْلَةٍ) و (فَعُوْلَةٍ) مست الحاجةُ إلى التفرقةِ بينهما فحذفت عنهما الياء والواوَ.

فإن سألتَ: حذفُ الياءِ والواوِ من (فَعولٍ) و (فَعيلٍ) أولى، لأنَّ (فَعِيلةَ) و (فَعُوْلَةَ) قد حُذف عنهما التاء فلو حذف الياء أيضًا لكان ذلك إجْحَافًا؟

أجبتُ: حذفُ الياءِ والواوِ من (فَعِيلةٍ) و (فَعُولةٍ) أولى لأنَّه رُبما تطرَّقَ إليهما من الحذفِ ضَعْفًا، والوَهَنُ إلى المضعوف أسرعُ. حَنَفِيٌّ: منسوبٌ إلى حَنِيْفَة (٢) وهو حَيٌّ من العَرَبِ، وهو حَنِيْفَةَ بن لُجَيْمِ بن صَعْب بن عَلِيّ ابن بَكْرِ بن وَائل (٣).

وقالَ بعضُهُم في النَّسَبِ إلى فِقْهِ أبي حَنيفة حَنِيْفِيٌّ، ذكره ابن


(١) نقل الأندلسي نص المؤلف هذا في شرحه: ٣/ ٦٢ وأسقط كثيرًا من عباراته.
(٢) في (أ): "أبي حنيفة".
(٣) جمهرة أنساب العرب: ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>