للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: " (فصلٌ) (١): وتقولُ في غَزوٍ وظَبْيٍ غزوي وظبي".

قال المُشَرِّحُ: وذلك لجريه مجرى الصَّحيح في تحمُّلِ الحركات.

قال جارُ الله: "واختُلِفَ (٢) فيما لحقه من ذلك التَّاءِ، فعند الخليل وسيبويه لا فصل. وقال يونس: في ظُبْيَةٍ ودُمْيَةٍ وقِنَيَةٍ: ظَبْوِي ودُمَوِيٌّ وقِنَوِيُّ، وكذلك بنات الواو كعُروة وغَزوة ورِشوة. وكان الخليل يعذره في بناتِ الياءِ دون بنات الواو، وعلى مذهب يونس جاء قولهم: قروي وزَنوي (٣) في قَرية وبني زَنْيَة" (٤).

قال المُشرِّحُ: الخليلُ وسيبويه (٥) لم يفصِلا بينهما كما لم يفصل في النَّسبةِ بين ابن وبنت، ألا تَرى أنَّهم قالوا: بَنَوِيُّ في الموضعين، كان الخليلُ يعذره في بناتِ الياءِ، لأن بنات الياء تنظم فيها الياءات، ولم تجر مجرى الصَّحيح في تحمل حركات الإِعراب لأنَّ حركات الإِعراب في ظبية تجري على تاء التأنيث، فقلبت [إلى] (٦) الواو؛ لأن المقلوب إليه لا بد من أن يكون من حروف العلَّة كالمقلوب وقد تعذَّر الياء فبقي الألف والواو وقد تعذر الألف أيضًا؛ لأن من شرط النِّسبة أن يكون ما قبل الياء مكسورًا فتعين الواو.

وأما الفتحةُ فإنّه يفتقر فيه إلى التَّفرقةِ بين المَوضعين، والتفرقةُ بفتحة العين أولى. وأمَّا بيانُ أنه يفتقر فيه إلى التَّفرقة بين المَوضعين فظاهرٌ. وأمّا بيان أن التفرقة بفتحة العين أولى؛ فلأنّ التفرقة بالتّصرف في الكلمة


(١) ساقط من (ب).
(٢) عبارة المفصلِ: (ط) و"اختلفوا فيما لحقته التاء من ذلك".
(٣) في (ب): "زنَوِيّ وبَنَوِيّ .. " ولفظة "بنوي" غير موجودة في نسخ المفصل أيضًا.
(٤) بنو الزَّنْيَة: قبيلَة عربيّة معروفة من بني أسد بن خُزيمة. قال ابن حزم في جمهرة أنساب العرب: ١٩٣ "وأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبدل اسمهم فأبوا لضعف عقولهم … ".
(٥) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٦٧ نص كلام المؤلف هنا كاملًا.
ورأى الخليل وسيبويه ويونس في الكتاب: ٢/ ٧٤، وينظر شرحه للسيرافي: ٤/ ١٥٣.
(٦) ساقط من (أ)، وهي موجودة في شرح الأندلسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>