الموضع ما معناه .. " وفي النُّسختين: "وذكر القاسم بن الحسين الخوارزمي … ".
وفي شرحه لقول الزمخشري: اللَّه أحمد .. قال الأندلسي في نسخة طهران: "ولو قال: أحمد اللَّه على الأصل لكان خبرًا ساذجًا عاطلًا عن الاهتمام والاختصاص فإن قلت هل يجوز أن يكون منصوبًا بإضمار فعل يفسره الظاهر على أن يكون التقدير أحمد الله أحمده قلت: ما ذكرنا أولى لوجهين أحدهما: … ".
وفسر الوجهين بخمسة عشر سطرًا بينما ورد في النُّسختين ولا يجوز أن يكون منصوبًا بإضمار فعل … وشرح ذلك بسطرين فقط، دون سؤال وجواب والأمثلة على زياداتها كثيرة في كل صفحة تقريبًا.
هذا ما قصدت إليه من التعريف بالأندلسي وشرحه.
والآن نأتي إلى مقارنة شرحيهما:
"بيّن الأندلسي والخوارزمي في شرحيهما":
إنَّ من الصَّعب جدًّا أن نعقد مقارنة بين شرح الأندلسي وشرح الخوارزمي إذ لا صلة بينهما إلا وحدة الموضوع فقط فكلاهما في شرح المفصل للزمخشري وما عدا ذلك فهما متباعدان إلى حدٍّ كبير.
أولًا: فالخوارزمي أقدم على شرح المفصل رغبة في الكتاب واقتناعًا بأهميته وحسن تنسيقه وتبويبه فهو يرى أن المفصل: "كتاب جامع فيه من كل فن إعرابي فصل محصوله معنى لطيف ولفظ جزل" كما يعتقد الخوارزمي أن المفصل "باكتنازه واختصاره خير من الكتاب مع سعته وانتشاره".
أمَّا الأندلس فقد أقدم على شرحه لا تحدوه محبة للكتاب، ولا يقوده الشَّوقُ إليه بل لما رأى أبناء زمانه من أهل الأَدب شغفين بكتاب المفصل في صنعة الإِعراب … كان واحدًا من رِجالهم ثم أنشد:
وَهَل أَنا إلَّا من غَزيّةَ إن غَوَتْ … غَوَيت وإن تَرشُد غَزِيَّةُ أَرشُدِ