للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا تبويب المفصل وتنسيقه فلم يعجب الأندلسي ويرى أنه "بدد أبواب العربية، وفرق بين العامل والمعمول بتقاسيمه الهندسية فلا جرم صعب على المبتدي مدركه، وتوعر على المنتهي مسلكه ثم قال: هذا معِ زعمه أنه رد كل شيء إلى نصابه وحطه في مركزه وأولجه في بابه وكلا، تاللَّه لقد أكثر فيه التخليط، ووضع ما في حيز المركز في المحيط، ولقد رام أن يعرب فأعجم وقصد أن يوضح فأبهم".

هذا رأي الأندلسي في المفصل وأنت ترى ما في قوليهما من التباعد، وقد لمح هذا ابن هطيل فىِ شرحه للمفصل: "التَّاج المكلل … " وقارن بينهما وأورد كلامهما.

ثانيًا: شرح الخوارزمي ركز فيه على شرح عبارة الزمخشري وناقش ما فيها من المسائل النحوية بشكل غير موسع، على حين توسع الأندلسي في شرحه وأورد أقوال العلماء وخلافاتهم، ونقل نصوصًا كثيرة من الكتب النحوية واللغوية حتى أصبح موسوعة في علم النحو، ولم يتقيد بعبارة الزمخشري فقط فجعل شرحه وسيلة لعرض أفكاره وآرائه وما يستحسن من آراء النحاة المتقدمين. فشرح الخوارزمي جميعه بحجم الجزء الأول فقط من شرح الأندلسي الذي يتألف من خمسة أجزاء.

ثالثًا: عرض الخوارزمي آراءه وأفكاره في شرحه فخالف جمهور النحاة ورد عليهم وانتقد عللهم وهاجم الأصول النحوية التي بنوا عليها قواعدهم بينما التزم الأندلسي بالمنهج النحوي التقليدي المحافظ.

رابعًا: تلقى الخوارزمي العلم في بلاده وأخذه عن مشايخ وقته هناك فقط بينما الأندلسي نوّع مصادر ثقافته فأخذ عن أهل المغرب وأهل المشرق على السواء. وهذا ينعكس أثره على الكتابين.

خامسًا: الخوارزمي أكثر دقة من الأندلسي في نقل النصوص وفي عزوها إلى أصحابها.

أما في نقلها فكثير من النصوص التي نقلها عن الخوارزمي مقطعة

<<  <  ج: ص:  >  >>