الأوصال غير تامة هذا بالنسبة للنصوص التي ينقلها عن الخوارزمي الذي قارنت كلامهما في كثير من المواضع، ووجدته يفعل ذلك في النصوص التي ينقلها عن السيرافي في "شرح الكتاب" والجرجاني في "شرح الإيضاح" والزمخشري في "حاشية المفصل".
وإذا لم يلتزم بحرفية النص في هذه المصادر فهو في غيرها لم يلتزم أيضًا لأن هذه الكتب من أهم مصادره التي عول عليها.
وأما عدم عزوه فإنني رأيته ينقل كثيرًا من النصوص عن الخوارزمي ولا ينسبها إليه، ويدعي أنها من أفكاره هو وقد تنبه الى ذلك الإمام ابن المستوفي ٦٣٩ هـ. وقد فعل ذلك مع غيره فقد نقل عن السخاوي في عدة مواضع ولم يذكره إلا للتشنيع عليه فقط، كما نقل عن ابن الحاجب في مواضع متعددة وأغفل اسمه ويذكره أحيانًا بقوله: قال بعضهم، وقد أخطأ الإمام ابن وحيى زادة (١٠٠٩ هـ) فجعل ابن الحاجب هو الذي يسطو على كلام الأندلسي انظر تفصيل ذلك في مواهب الأديب.
ومن الكُتُبِ التي نقل عنها الأندلسي ولم يعز ما نقله اليها كتاب "الحلل في شرح أبيات الجمل" لابن السيد ٥٢١ هـ فقد نقل شرح البيت:
فنقل تتمة الأَبيات، والاختلاف في روايتها وخبرها عن كتاب "الحلل" ولم يعزُها اليه بينما هو ناقل لكلام ابن السِّيد بنصه وقد ذكر كتاب "الحُلَل" في مواضع أخرى من شرحه مما يدل على أنه كان يستخدمه. ونقل عن شرح الجمل لابن خروف أبي الحسن علي بن محمد ٦٠٦ هـ وهو من شيوخه وعن "شرح الكتاب" له أيضًا وقد قارنت بين بعض النصوص على الجزء الموجود من الكتاب فتطابقت، ونقله عن شرحِ الجُمل لابن خروف كثيرٌ وقد قارنت نصوص الكتابين في أكثر من موضع، ولم يشر إليه ذكر ابن خروف في مواضع من شَرحه ونقل عن شرحِ الجَزولية لأبي عليّ الشَّلوبين في عدة مواضع ولم يشر الى ذلك. ولا يتسع المقام للتوسع في هذا البحث. فما هو إلَّا إشارة عابرة.