للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخلو من أن يقعَ في أولِ الاسمِ أو في آخرِهِ أوِ في وسطِهِ، لا وجهَ إلى أن يقعَ في أولِهِ لكونِهِ مفتوحًا، ولا (١) في آخرِهِ؛ لأنَّ ما قبل ياءِ النّسبةِ مكسورٌ فتعينَ فتحُ وسطِهِ، وإذا انفتَحَ لزمَ إبدالُ الياءِ واوًا؛ لأنَّ تركَ الإِبدالِ لكونه يَجري مَجرى الصحيحِ لسكون وسطِهِ، وإذا تحرك لم يبقَ جاريًا هذا في المفتوح ألفًا.

فأمَّا إذا انكسرَ الفاء أو انضمّ، فإما أن يمكنَ [انفتاحُهُ أو لا يُمكنَ] (٢)، فإن لم يمكنْ حَصَلَ الغَرَضُ وتَعَيَّنَتِ العينُ للفَتْحَةِ، وإنْ أمكن قلنا: فتحة العين أولى لقُربه (٣) من الطَّرفِ، ولذلك أعلُّوا نحوِ صُيّمٍ وقُيَّمٍ ولم يعلُّوا نحو صوّام وقوّام، وعلى مذهب يونس جاء قَرَوِيُّ وزَنوِيٌّ في قرية وبني زَنْية، وأمَّا النّسبةُ إلى نحو بنتٍ وأُختٍ عنده فبنتي وأختي، لأنَّ التاءَ ليست تاءَ التأنيثِ، إنّما هي بدلٌ فخذه بَحْثًا (٤) مؤنِسًا في تقريرِ مذهَبِ يُونس.

قال جار الله: "وتقول في طيٍّ وليّةٍ: طَوَوِيٌّ ولَوَوِيٌّ، وفي حَيَّةٍ حَيَويُّ وفي دَوٍّ وكُوَّةٍ دَوِّيٌّ وكُوِّيُّ".

قال المشرحُ: الأول (٥) بدون التّاءِ والثاني مع التاءِ. والياءُ الأولى في طَوَوِيٌّ ولَوَوِيٌّ رُدت إلى أصلِهَا وقُلبت الثانيةُ هربًا من انتظامِ الياءات.

فَإِن سألتَ فلمَ تَحَرَّكت الواوُ الأولى في طَوَوِيٌّ؟

أجبتُ: لأنَّها لو لم تتحرك للزمَ من ذلك أن تكونَ الواوُ والياءُ إذا


(١) في (ب): "وفي آخره".
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (ب): "للقرب".
(٤) في (ب): "بينا".
(٥) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٦٨ نص المؤلف كاملًا وبه شرح كلام الزمخشري دون زيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>