للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألتَ فلمَ وقعَ بهذا الحرفِ المُغيَّرِ الإِبدالُ؟.

أجبتُ: لأن بينَ همزةِ التأنيثِ والألفِ والنُّونِ المضارعتين مضارعةً، والنُّون الواقعة بعد الألفِ أشبهُ حرفي المضارعة بالهمزةِ. في (حاشية المفصل) (١) وخُرَيْبَةَ موضع (٢) يسمى بُصَيْرَةَ الصُّغْرَى، وأمَّا خُزَيْبَة بالزاي فمعدن الذهب (٣)، وهو من بابِ إيضاحِ المنسوب إليه وعكسه ثَقَفِيٌّ، وكذلك عُميري من المكانَ وهو العامرُ.

أجبتُ: كما جازَ أن يقالَ: بقعة عُميرة أيضًا فيعود الوهم جذعة. السَّلِيْقِيُّ: منسوب إِلى السَّلِيْقَةِ وهي الطَّبِيْعَةُ، أنشد الشَّيْخُ -رحمه الله (٤) -:

ولستُ بنحويٍ يلوكُ لِسَانَهُ … ولَكنْ سَلِيْقِيٌّ أَقُوْلُ فَأُعْرِبُ

وهذا من بابِ دفعِ المشاركةِ لأنَّ السلوقَ هو القاعُ.

تخمير: النسبةُ إلى فَعِيْلَةَ تأتي على أربعةِ أوجهٍ:

قياسيُّ: وهو فَعَلِيٌّ كحَنَفِيٌّ.

وعلى خلافِ القياسِ: وهو فُعْلِيٌّ بالضم كجُذْمِيٍّ.

وفَعَالِيُّ: كزَبانِيٍّ.


(١) لم أجده في نسختي من حاشية المفصل التي يغلب على ظني أنها مختصرة من الأصل.
(٢) معجم البلدان: ٢/ ٣٦٣، ونقل ياقوت عن العمراني قال: سمعتُهُ من شيخنا -يعني الزَّمخشري- بالرَّاءِ قال: وقال الغُوري خزيبة بالزّاي موضع بالبصرة تسمى بُصيرة الصغرى وهذا وهم لا ريبَ فيه. لأن الموضع إلى الآن معروف بالبصرة بالرَّاء المهلمة".
(٣) في تهذيب اللغة: ٧/ ١١٢: "وقال أبو عمرو: العرب تسمي معدن الذهب خزيبة، وأنشد:
وَلَقَدْ تَرَكْتُ خُزَيْبَةَ كلِّ وَغْدٍ … يُمَشِّي بين خَاتَام وطاقِ"
وذكر ياقوت -رحمه الله- خزيبةً -بالزي- وقال: اسم معدن، وأنشدَ الفَرّاء في أماليه، وذكر البيت المتقدم.
(٤) حاشية المفصل: ٤٨.
والبيت مشهور وهو غير منسوب، ينظر: شرح الشواهد للعيني: ٤/ ٥٤٣، وشرح التصريح: ٢/ ٣٣١، وشرح شواهد الشافية: ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>