للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: "ونحو العَشا والصَّدَى والطَّوَى؛ لأنّ نظائرها الحَوَلُ والفَرَقُ والعَطَشُ".

قالَ المُشَرِّحُ: الحَوَلُ والعَشَا: مصدر الأَفعل، فهما متماثلان من هذا الوجه، لا من حيث أنَّ كلًّا منهما مختص بالعين الفَرَقُ والصَّدَى: مصدر الفَعِل بكسر العين: والعَطش والطوى مصدرا فعلان.

قالَ جارُ اللهِ: "الغَرَاءُ في مصدر غَرِيَ فهو غرٍ شاذٌّ، هكذا أَثبته سيبويه، وعن الفراء مثلُهُ، والأَصمعي يقصره".

قال المُشَرِّحُ: أمَّا الأصمعي (١) فقد مَضى على القِياس. وأما سيبويه (٢) والفَرَّاء (٣) فقد خَالفاه.

وجهُ العذر فيه أنَّ فعالًا في باب (٤) فعل يفعَل للذهاب والزوال كالبَراح والنَّفاد والفَناء، وذلك أنَّ من عري بشيءٍ فقال زال في تركه ومفارقته اختياره.

قال جارُ اللهِ: "ومن ذلك جمعُ فُعلةٍ وفِعْلةٍ نحو عُرًى وجِزًى في عُروةٍ وجِزْيَةٍ".

قال المُشَرِّحُ: وذلك لأنَّ نظائِرَهما مفتوحات الأَواخِر، نحو: ظُلمةٍ وظُلَمٍ وغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، ونحو: قِرْبَةٍ وقِرَبٍ وكِسْرَةٍ وكِسَرٍ.


(١) رأي الأصمعي في شرح الكتاب لأبي سعيد السيرافي: ٥/ ٣ قال: الغراء: ممدود، وقد اختلف فيه أهل اللغة، فأما الأصمعي فكان يقول: غرى مقصور، وكان الفراء يقول: غراء ممدود، وقول كثير ينشد على وجهين:
إذا قيلَ مَهْلًا فاضت العينُ بالبكاء … غَرَاءً ومدَّتها مَدَامِعُ نُهَّلُ
...... إلخ [ديوان كثير:].
(٢) الكتاب: ٢/ ١٦٢.
(٣) المنقوص والممدود للفراء: ١٩، ٢٥.
(٤) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>