للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ اللهِ: "ومن ذلك [ما] (١) جمعَ على أفعِلةٍ (٢)، نحو قَباءٍ وأَقْبِيةٍ، وكِسَاءٍ وأَكْسِيَةٍ، كقولك: قَذَالٌ وأَقْذِلَةٌ، وحِمَارٌ وأَحمرةٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: ما كانَ على وزنِ فَعالٍ -بفتح الفاء- وفِعال -بكسرها- فإنه يكسَّر على أَفْعِلَةٍ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وقوله:

* في لَيْلَةٍ من جُمَادَى ذاتِ أَنْدِيَةٍ *

في الشُّذُوْذِ كأنجِدَةٍ في جَمْع نَجْدٍ".

قالَ المُشَرِّح: هذان الجَمعان (٣) مع شذوذهما لهما عندي وجه.

أمَّا أنديةُ فلأنَّ مُفرَدَها -وإن كان في نفسِه فعلًا- لكنه بالنظر إلى ما يُقابله وهو الجفَافُ فَعَالٌ ومن ثمَّ كَسَّرُوه على أَفْعِلَةٍ أَلَا تَرَى إلى إمالَتِهِمْ {النَّاسِ} (٤) وإن لم يُوجد فيه للإِمالة مُوجب نظرًا لها إلى كسرةِ {الْجِنَّةِ} (٥) من ذلك بَدَوِيٌّ -بالتحريك- لوقوعه في مقابلة القَرَوِيِّ، وقالُوا: هذه عَدُوَّةُ اللهِ حَمْلًا على صدِيْقة.

وأمَّا أَنْجِدَةٍ فجمع نِجَادٍ جَمْعُ نجْدٍ. [ومن فَتَح كالبَحَرِ فمن مُتُونِ نَجَادٍ إلى بُطُونِ وهَادِ] (٦).


(١) ساقط من (أ).
(٢) في (ب): "على لفظه … ".
(٣) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ١٠٧ نص المؤلف هنا ثم قال: "أقول أندية في الشذوذ كأنجدة في جمع نجد إذ قياسه أن يقال منه نداء -بالمد- كما قيل: قباء وأقبية … ".
(٤) سورة الناس: آية: ١. والقراءة في السبعة لابن مجاهد: ٧٠٣.
(٥) سورة الناس: آية: ٦.
(٦) لم يتبين لي معنى هذه العبارة، والذي يظهر لي أن المؤلف نقلها عن بعض عبارات الكتاب كـ "فتوح ابن أعثم" أو "اليميني" للعتبي أو المقامات … وما أشبهها.

<<  <  ج: ص:  >  >>