(٢٧ ظ) م ووردت الأخبار بعد وفاة زنكي بأن ابن جوسلين جمع الفرنج من كل ناحية وقصد الرها على غفلة بموافقة النصارى المقيمين فيها فدخلها واستولى عليها وقتل من فيها من المسلمين فنهض نور الدين في عسكره ومن انضاف إليه من التركمان وغيرهم في زها [ء] عشرة آلاف فارس. ووقعت الدواب في الطرقات من شدة السير ووافوا البلد وحصل ابن جوسلين «١» وأصحابه فيه فهجموا عليه ووقع السيف فيهم. وقتل من أرمن الرها والنصارى من قتل. وانهزم إلى برج يقال له «برج الماء «٢» » فحصل فيه ابن جوسلين في تقدير عشرين فارس من وجوه أصحابه وأحدق بهم المسلمون وشرعوا في النقب عليهم حتى تعرقب البرج فانهزم [ا] بن جوسلين في الخفية من أصحابه، وأخذ الباقون، ومحق السيف كل من ظفر به من نصارى الرها. واستخلص من كان فيه أسيرا من المسلمين ونهب منها شيئا كثيرا من المال والأثاث والسبي وانكفأ المسلمون بالغنائم إلى حلب وسائر الأطراف «٣» .
وقال ابن الأثير:«لما قتل زنكي كان جوسلين الفرنجي- الذي كان صاحب الرها- في ولايته في تل باشر وما جاورها؛ فراسل أهل الرها وكان عامتهم من الأرمن وواعدهم يوما يصل إليهم فيه فأجابوه إلى ذلك. فسار في عساكره إليها وملكها وامتنعت عليه القلعة بمن فيها من المسلمين فقاتلهم وجدّ في قتالهم فبلغ الخبر نور الدين وهو بحلب فسار إليها بعسكره فهرب جوسلين ودخل نور الدين الرها ونهبها وكبس «٤» أهلها «٥» .» .