دخول الشام، ثم جاء الخبر إلى حلب أنه هلك من جماعته ثمانية ومن الخيل نحو خمسة آلاف فرس، ثم لما رجع الناس إلى أوطانهم وجدوا حوائجهم وما خلفوه من المتاع سالما لم يتعرض له أحد من أهل الفساد ولله الحمد. انتهى.
وسبب الوقوع بينه وبين قرا يوسف بن قرايلك «١» أن في سنة إحدى وعشرين توجه ابن تيمور إلى جهة تبريز لمحاربة قرا يوسف فاشتغل قرا يوسف بما دهمه من ذلك فمشى قرايلوك إلى ماردين وهي من بلاد قرا يوسف فكسر عسكرها وقتل منهم نحوا من سبعين نفسا وأخذ من بلادها ثمان قلاع ومدينتين وحول أهل اثنين وعشرين قرية بأموالهم وعيالهم وسكنهم ببلاده واستمر على حصار ماردين فلما بلغ ذلك قرا يوسف انزعج وسار ففر منه إلى آمد فتبعه ونازله بها فانهزم منه إلى قلعة نجم وأرسل إلى نائب حلب يستأذنه في الوصول إليها فاشتد الأمر على أهل حلب كما تقدم خوفا من قرا يوسف ثم أرسل كافل حلب كتابا إلى السلطان بما اتفق وفيه أن قرا يوسف ابن قرايلك بعد أن عدى الفرات ووصل إلى نهر المرزبان فهجموا عليه من شميساط فوقع «٢» بينهم مقتلة عظيمة بمرج دابق ثاني عشر شعبان فانهزم قرايلك ونهبت أمواله ونجا في ألف فارس إلى حلب.
وانزاح أهل حماة عنها حتى ترك الناس الأبواب مفتحة فانزعج السلطان وأمر بالنهي إلى الشام وكتب إلى العساكر الإسلامية بالمسير إلى حلب وكان وصول الخبر يوم الاثنين ثالث شعبان بعد المغرب على يد بردبك نائب عين تاب.
وذكر أن ولد قرا يوسف وصل إلى عين تاب فرمى فيها النار فهرب النائب منها وأن السبب في ذلك تحريض يشبك الدوادار الذي كان أميرا الحاج وهرب من المدينة فيقال أنه اتصل بقرا يوسف وأغراه ببعض الممالك الشامية ثم ظهر أن ذلك ليس بحق.