وجمع السلطان الخليفة والأمراء والقضاة ليتشاوروا في القضية فلما اجتمعوا سأل عن البلقيني وكان أمرهم أن يحضر فعرف أنه لم يبلغه ذلك فانزعج بدر الدين العيني لكونه كان رسوله إليه واستمر ينتظره إلى أن حضر فقص عليه قصة قرا يوسف وما حصل لأهل حلب وحماة ثم بلغ ثمن الحمار خمسمائة والاكدش خمسين دينارا ثم ذكر لهم سوء سيرة قرا يوسف وأن عنده أربع زوجات فإذا طلق واحدة دفعها إلى قصر له وتزوج غيرها حتى بلغ عدد من في القصر أربعين امرأة يسميهن السراري ويطؤهن كالسراري. بملك اليمين. فاتفق الحال على كتابة فتوى متضمنة سوء سيرته فصورت وكتبت وكتب عليها البلقيني «١» ومن حضر المجلس يتضمن جواز قتاله. وأعجب السلطان ما كتب الحنبلي وأمر أن ينسخ ويقول على الناس فانصرفوا ومعه الدوادار الباني والخليفة والقضاة فنادوا بأن قرا يوسف طرق البلاد وأنه يستحل الدماء والفروج والأموال وخرب البلاد فالجهاد الجهاد فذهل الناس عند سماع النداء واشتد القلق جدا وكتب إلى نائب الشام وأن ينادي بذلك في كل مدينة ويضيف إلى ذلك أن السلطان واصل بعساكره ثم نودي في الأجناد أن يتهيئوا في السفر ومن تأخر صنع به كذا فاشتد الأمر فخيروا بين المشي في خدمة الأمراء وبين الاستمرار في أجناد الحلقة.
ثم وردت كتب قرا يوسف إلى حلب وإلى السلطان يعتذر عن دخوله عين تاب ويعاتب على إيواء قرايلوك ويعلم السلطان أنه باق على المودة وأن قرايلوك أخذل ماردين وغيرها. وحلف في كتابه أنه لم يقصد دخول حلب وإنما إليها. وجهز السلطان خلعه لكافل حلب وشكر فعله وفتر عزم السلطان عن السفر. وأهل عين تاب صالحوا قرا يوسف على مائة ألف درهم وأربعين فرسا فرحل بعد إحراق الأسواق