سواس خلف ناصر الدين المذكور فوصل إلى آغ صاغ وتفسيره بالعربية" الجبل الأبيض"- فوجد تركمان ابن دلغار وبيوتهم وفلاحين بلد الأبلستبن وماشيتهم فنهبهم وأخرج منه الخمس فجهزه للأمراء المصريين الذين صحبته وبيع رأس البقر بثلاثة دراهم والشاة بدرهم وأقام هناك ثلاثة أيام ثم عاد إلى سيواس وصحبته العساكر وجعلهم أطلابا «١» وألبسهم آلة الحرب جميعها ومر بهم على سيواس ونزل ظاهرها ولم يفتح له المدينة وجهز له نائبها من جهة ابن عثمان تقدمة فقبلها؛ وهي خيل ووشقة حية. فأرسل له خلعة. ثم عاد إلى حلب وأخرب الأبلستبن وغيبته خمسون يوما- وسيأتي في زاويته طرف من أخباره- ثم أقام بحلب إلى آخر شوال سنة إحدى وأربعين.
وتوجه إلى أرزنكان «٢» ومعه الأمراء المصريون- وسيأتي تعينهم في الزاوية التي أنشأها بحلب- وأخذ (قلعة برظلش) ونقل إليها من قلعة أقشار وحصنها وسلمها مع أقشار لصاحب قلعة ملي حصار ثم توجه إلى أرزنكان وصحبته العساكر وجهان كير بن علي باك بن قرايلوك «٣» - صاحب ماردين وديار بكر- ونزلوا «٤» بمرج يدعى بالعربية:" المرج العريض" وبينه وبين أرزنكان فحضر إليه أكابر أرزنكان ومعهم مفاتيح البلد ودخلوا في الطاعة الشريفة فسلمها لجهان كير. وأما القلعتان المذكورتان فعاد إليها صاحبها حسن وتسلمها في غضون ذلك. انتهى.
ثم رحل العساكر عن أرزنكان متوجهين إلى جهة حلب وعند إقامته على