أرزنكان سمع بوفاة الأشرف فلما رجل عن أرزنكان عاد صاحبها يعقوب بن قرايلوك «١» ثم جهان كير إليها وطرد المذكور ولما أشيع وفاة الأشرف تنكر عسكر مصر ونائب الشام منه ولم يجتمعوا به. فلما نزل بالقرب من درندة حضر إليه قاصده من حلب وأخبره بحضور اينال الأحمدي الخاسكي مبشرا باستقرار العزيز ووفاة الأشرف فأرسل الأمير الكبير بحلب مطع وسودون الدوادار وكاتب السر القاضي نور الدين إلى عسكر مصر يعرفهم بوفاة السلطان واستقرار ولده وأنه هو وهم مماليك الأشرف ومماليك ولده بعده، وأن يكونوا على كلمة واحدة على طاعة العزيز المذكور. ورحل في أثر من أرسلهم طالبا جهة حلب فلما وصل إلى مكان يسمى بالعربية:" السبع الحجر". من معاملة الأبلستين كان «٢» المصريون إذ ذاك نازلين بالمكان فحين عاينوا فوانيسه رحلوا على الفور ليلا طردا خوفا منه قبل اجتماعهم بمن أرسل إليهم.
وفي بكرة النهار رحل طالبا الأبلستين وصرف أمراء التركمان وألبسهم خلعا وكان المصريون نازلين بها وبمكان يسمى" زلى خان" بالقرب منها فحين رأوا طلبه رحلوا على الفور ولم يصبروا «٣» إلى استواء طعامهم فجهز إليه نائب الشام يقول له ما سبب إسراعه في الرحيل إثر المصريين وأن يجتمع تغري ورمش به فركب ليجتمع بنائب الشام فوجد نائب الشام راكبا مطلبا فخشى على نفسه وعاد ولم يجتمع به.
وعند نزول تغري ورمش بزلي خان رحل عنه نائب طرابلس ونائب حماة ونزلوا على المصريين فلما وصل تغري ورمش إلى النهر الأزرق كتب كتابا إلى نائب الغيبة بحلب ونائب القلعة وأكابر حلب يأمرهم أن لا يمكنوا من يحصل منه ضرر على الرعية