فكم أنار طريقا من مذاهبها ... وكم قديم حديث قد روى وخبر
منها:
من للفضائل أم من للمسائل أم ... من للرسائل عليها بعد صخر
من للمحارب زانتها تلاوته ... في ظلمة الليل من متن الكتاب سور
فالسحب أجرت عليه اليوم أدمها ... والريح تبكي إذا مرت عليه سحر
بكت عليه نجوم الليل ذاكرة ... تهجدا في ليال كلهن غرر
منها:
يا قبره قد حويت المجد أجمعه ... وفيك جنة عدن أزلفت ونهر
لله درك من قبر علا وسما ... أمسيت للمجد والعلياء نعم قصر
مولاي نصر قضاة المسلمين ومن ... للعدل قد سل سيفا في الورى وشهر
مقرر على الخلق فقدان لشخصك يا ... من كان ملجأهم يوما لدفع ضرر
ما ناح ذو شجن ليلا على فنن ... وأومض البرق نجديا ولاح القمر
وفي نهار الثلاثاء سادس صفر ورد الخبر من القاهرة بكثرة الطاعون وبوفاة الشاب السعيد محي الدين يحيى بن السيد نقيب الأشراف بدر الدين بن السيد نقيب الأشراف/ (٢١ و) م عز الدين الإسحاقي. وكان قد حج ورجع إلى القاهرة والعجب أن القاصد الذي جاء بخبر وفاته جاء صحبته كتاب منه بأنه طيب وكان قد طعن بعد أن أعطاه الكتاب. وكان أخوه النقيب عفيف الدين عبد الله متطلعا خائفا عليه ولا يسأل أحدا عنه خشية أن يبلغه ما يكره كما قيل:
ومن حذري لا أسأل الركب عنكم ... وأعلاق قلبي باقيات كما هيا
ومن يسأل الركبان عن كل غائب ... فلا بد أن يلقى بشيرا وناعيا
وكان السيد يحيى عاقلا ذكيا كثير الحياء، دمث الأخلاق حسن المعاشرة لطيف المحاضرة. قرأ على والدي شيئا من (شرح ألفية الحديث للعراقي) ولازمه ملازمة