الجمعة ثامن شعبان زلزلت زلزلة عظيمة فخربت أماكن عديدة وورد كتاب نائب إياس غريب إلى حلب يتضمن أن في هذه الليلة زلزلت إياس ومعاملتها زلزلة عظيمة وانهدم من بروج القلعة أماكن كثيرة وتشقق وأن أرض البجق في ناحية الملاحة «١» على نهر جيحان يوم الخميس العصر من النهار وقعت زاعقة وقتلت/ (٢١ ظ) م أربعة نفر في بيت واحد وفي آخر الليل حصلت الزلزلة وأن بعض المواضع خربها؛ ومن جملة ما خسف بأربعة أجمال وراحت. فلا يدري ما اتفق لها وإن في نفس بيوت التركمان تشققت الأرض ونبع الماء من موضعين وأن الحجر البحر الملح انجذب مقدار مدتين قوس وبقي لا ماء فيه. وورد كتاب نائب طرسوس بأن هذه الليلة زلزلت طرسوس ووقعت مئذنتها وبعض الجامع والأسوار.
وفي القعدة أخرب العشير المعرة وسبب ذلك قتل أولاد العطوي في الحمام قبل صلاة الجمعة.
وفي يوم الأربعاء ثاني الحجة ورد الخبر بوفاة سيدي يحيى بن العطار بالقاهرة.
وأخبرني بعضهم أنه توفي في القعدة. وورد في كتاب أنه توفي سابع عشر القعدة. وقد تقدمت ترجمته في قدوم الأشرف إلى حلب «١»
وكتب إليه المقر الكمالي ابن البارزي:
حل لفظي فإنه سكري ... يتمنى لحلو فهمك لقيا
إن تجده قد رق أو مات شوقا ... يا طيب القلوب برحمة يحيى
وكتب إليه أيضا:
خيالك في فكري يؤانس وحدتي ... على أن داء الشوق في مهجتي أعيا