وذكر زهده لكافل حلب، فهم الكافل بزيارته فذهب هو إلى الكافل وسلم عليه.
فلامه الفقراء في ذلك. فقال: أخاف من النفس أن يدخلها الكبر بزيارة الكفال. وأن تقول لي أنت الأمراء تزورك. فكسرتها.
وصلي عليه بجامع حلب ودفن يومه في تربة الشيخ الأطعاني. وكان ينفق على الشيخ شهاب الدين بن هلال «١» ويلازمه كثيرا وقال لي: رأيت في منامي أنني أنا والشيخ أحمد بن هلال قد دخلنا بيت أبيك بالمدرسة الشرفية فذكرت ذلك للشيخ أحمد بن هلال فقال لي دخلنا بيت السنة.
وفي العشر الأوسط من جمادى الأولى صلي بحلب صلاة الغائب على الشيخ زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الشيخ العارف أبي الصفا تقي الدين أبي بكر بن داود الحنبلي القادري الدمشقي «٢» .
وهذا قدم حلب ونزل/ (٢٨ و) م بالعشائرية في حياة والدي وذهب والدي فسلم عليه. ثم جاء هو إلى والدي مسلما. ولبست منه خرقة التصوف وقدمت عليه الشام فأكرمني وله زاوية في أعلى الصالحية عظيمة يقيم بها الأوراد والأذكار ويهرع الناس لزيارته. وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وله حرمة وافرة، وعقل حسن، إذا حصل له صداع في رأسه وضع الثلج عليه فيسكن. وله حشمة زائدة. وكرم أخلاق وفضل زائد ونظم ونثر، ويسلك الناس تبعا لوالده.
وله مؤلفات منها:(تحفة العباد وأدلة الأوراد) في مجلد. ومنها: كتاب في خواص الحيوان سماه: (نزهة «٣» النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأحجار)