كتاب تهذيب مستمر الأوهام على ذوي المعرفة وأولي الأفهام - ت الشوامي

حرف الجيم - (٦٣) باب: جلوان، وجلوان، وحلوان - ص: 223

قال الخطيب:

«كتب إليَّ أبو غَالِب (١) محمدُ بن أحمدَ بن سَهْل النَّحْوي -مِنْ واسِط-، وحدثني محمدُ بن فُتُوْح الأَنْدَلُسِي عنه، أخبرنا عَلِيُّ بنُ محمد بن دِينار الكَاتِب قال (٢): سَهْمُ بن حَنْظَلة بن جَلوان بن خُوَيْلِد. أَحَدُ بَنِي (٣) ضُبَيْبَة بن غَنِي بن أَعْصَر.

فَارِس مَشهُور، وشاعر مُحْسِن، وهو القائل:

كَمْ مِنْ عَدٍّو قَدْ رَمَاني كَاشِحٍ … ونَجَوتُ مِنْ أَمْرٍ أَغَرَّ مُشَهَّرِ

وحَذِرتُ مِنْ أَمْرٍ فَمَرَّ بِجَانِبي … لم يُنْكِني ولَقِيتُ مَا لَم أَحْذَرِ» (٤).

قلت: وفي هذا أَوْهامٌ، أحدها: أنه قال: ضُبَيْبَة، وهو ضُبَيْنَة -بالنون- لا يُخْتَلَف فيه.

والآخَر: قَوله: ضُبَيْبَة بن غَني بن أَعْصَر، فَتَصَوَّر أن ضُبَيْبة رَجُلٌ، وإنما هي امْرَأة.

والآخر: في قوله: سَهْم بن حَنظَلة بن جَلْوان.

أما ضُبَيْنَة: فهي بنت سَعْد مَناة بن عامر (٥)، مِنْ الأَزْد، وهِي: أُمُّ عَبْسٍ، وسَعدٍ ابْنَي جَعْدَة بن غَنِي بن أَعْصَر، وإليها يُنْسَب بَنُوها، فيُقَال: أَحَد بَنِي ضُبَيْنَة.

وأما سَهْمٌ: فهو ابنُ حَنْظَلة بن جَاوَان بن خُوَيْلِد بن حُرْثَان بن جَابِر بن مَالِك ابن عَامِر بن عَبْس بن غَنِي.

---

(١) في المطبوعة: (كتب إلي غالب).
(٢) كذا بالأصلين، دون ذكر أبي القاسم الآمدي، وأخشى أن يكون سقط ذكره خطأ؛ فعادة الخطيب في «المؤتنف» أنه يروي عن الآمدي بهذا الإسناد، ما يتعلق بالشعراء الذين ذكرهم الآمدي، وهذا منهم.
(٣) قوله: (أحد بني)، في «ف»: (حدثني).
(٤) ينظر: «المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء» للآمدي (ص ٢٠٠ - فراج)، و «المؤتنف» للخطيب (١/ ٥٠١).
(٥) في المطبوعة: (غامذ)!