للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملوك البلدان النائية، وقد تقدم أن المقتدي الخليفة نَفَّذَه إلى سمرقند وبخارى لأخذ البَيْعة له على ملكها، وتقدَّم أنَّه ورد هَمَذَان مِرارًا رسولًا من الخليفة إلى ملوك الجهات. وذكر الأمير في رسم (بَزُرْك) من «الإكمال» [١/ ٢٦٨] نظام الملك الوزير المشهور مدبّر الدولة السلجوقية من سنة ٤٥٥ إلى أن توفي سنة ٤٨٥ فقال الأمير: « .... نظام المُلك قِوام الدين، غِياث الدولة رِضي أَمير المؤمنين، أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق، يُعرف بين العجم بالبَزُرْك، ومعناه: العظيم، سمع الكثير، وحدّث وأملى بخراسان جميعها، وبالثغور وبقُوهستان وغيرها من البلاد، وسمعت منه إملاءً بالري، وسمعت منه بنواحي خت، وبقراءة غيري، وكان ثقة ثبتًا متحريًّا فهمًا عالمًا».

وكان سفراء الخلفاء إلى الملوك إنّما يُختارون من مشاهير العلماء، وقد اجتمع في الأمير العلم والإعراق في الإمارة، ولم تذكر له مباشرةٌ للإمارة سوى هذه السفارات، ويظهر أنّ الخليفة لقّبه بالأمير سعد الملك ليكون ذلك أرجى لنجاحه في سفاراته، وهل لقّبه أيضًا بالوزير، فقد كان يُعرف بذلك كما سلف من شيرويه؟

لم تكن سفارات الأمير ورحلاته في البلدان لتشغله عن العلم، فقد رأيتَ حاله مع نظام الملك، ومرّ بك قول شيرويه في حال الأمير في همذان. وقال الأمير في باب (بَرهان وبُرهان) عن «تهذيب مستمر الأوهام»: «قال الخطيب: بُرْهان بن سليمان السمرقندي الدبُّوسي بتشديد الباء وهذا وَهم؛ لأنّه الدبُوسي بتخفيف الباء، دَبُوسية بلدٌ بين كَشَانية وكَرْمِينِيَة … دَخلتُه وحَدَّثت به، وسمع جماعة من أهل العلم مني به» (١).


(١) ينظر باب رقم (٣٤) من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>