هذا الكتاب أحد الأصول في فنه بما يمتاز به من خصائص ذكرت في موضعها من مقدمة التحقيق أعدّد منها: بحثه في أصول اللغة ولهجاتها، احتواءه على كثير من مذاهب المتقدمين لغويين ونحاة وقراء، امتيازه بمعالجة الموضوع تعليلا واحتجاجا، رصده نتائج مهمة ذات بال وأثر في الموضوع، تمامه في نصه وتقدّم زمن تأليفه.
ومؤلف الكتاب هو أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي المتوفّى ٤٣٧ هـ.
إمام في هذا الفن، وفي علوم القرآن، ومن رؤوس محققيه، وصاحب تصانيف كثيرة فيها. كانت موضع عناية المتقدمين، وهي اليوم مهتمّ الدارسين والمحققين.
وذلك لما امتازت به من ضبط ووضوح وإحاطة، وتجنب لكثير مما ليس بمألوف تلك الأيام في الكتاب من نحو الاستطراد والإطالة المملة وما أشبه ذلك.
وقد عنيت غاية العناية، على ما ذكرت في المقدمة، أن أجعل الكتاب مضبوط العبارة، قويم النص، كما أراد المؤلف، ميسور التناول على المرغوب في الكتاب المطبوع، خاصة كتب التراث.
ومثل هذا العمل لا يتم بجهد صاحبه وحده، فلا بد لكل مشتغل فيه من يد تسدى إليه، ورأي يستفيده، ونصح يهتدي به، وكذلك كان عملي في هذا الكتاب. ولذا فإن عليّ لكل ذي يد سلفت بفضل شكرا جميلا، لا تجزئه الكلمات، وهؤلاء السادة كثرة، غير أنني أخص بالذكر منهم أستاذي الكبير أمين سر مجمع