للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهاء المتصلة بالفعل المجزوم (١)

«٤٥» قرأ أبو بكر وأبو عمرو وحمزة: (﴿نُؤْتِهِ مِنْها﴾ بإسكان الهاء في السبعة (٢)، وقرأ ذلك قالون بكسر الهاء، من غير ياء، وقرأ الباقون بصلة الهاء بياء في الوصل (٣).

«٤٦» وحجة القراءة بالإسكان أن هذه الأفعال قد حذفت الياء، التي قبل الهاء فيها للجزم، وصارت الهاء في موضع لام الفعل، فحلّت محلّها فأسكنت، كما تسكن لام الفعل للجزم، ألا ترى أنهم قد قالوا: لم يقر فلان القرآن، فحذفوا حركة الهمزة للجزم، فأبدلوا من الهمزة الساكنة ألفا، لانفتاح ما قبلها، ثم حذفوا أيضا الألف للجزم، كذلك حذفوا الياء قبل الهاء للجزم، وأسكنوا الهاء للجزم، إذ حلّت محلّ الفعل، وليست هذه العلة بالقوية.

«٤٧» وفيه علة أخرى، وذلك أن من العرب من يسكّن هاء الكناية إذا تحرك ما قبلها، فيقولون: ضربته ضربا شديدا، يحذفون صلتها، ويسكنونها (٤) كما يفعلون بميم الجمع في «أنتم، وعليكم» يحذفون صلتها، ويسكّنونها، وهو الأكثر في الميم. فالهاء إضمار، والميم إضمار، فجريا مجرى واحدا، في جواز الإنكار وحذف الصلة، وهو في الميم كثير، وعليه جماعة القراء في الميم. وقد


(١) تقدم الكلام على وصل الهاء في «باب علل هاء الكناية»، وسيأتي الكلام عليه في سورة الزلزلة.
(٢) الأحرف على ترتيبها هي في سورة آل عمران (آ ٧٥، ١٤٥)، وفي النساء (آ ١١٥) وفي الشورى (آ ٢٠).
(٣) التبصرة ٥٩ /ب - ٦٠ /أ، والنشر ١/ ٣٠٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٩ /أ - ب، وكتاب سيبويه ٢/ ٣٤٩
(٤) ب: «ويسكنون» والتوجيه من: ص.