للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ب - علمه، آراؤه، آثاره]

[(١) ما اضطلع به من علوم]

إن عبارة المترجمين مختلفة بعض الاختلاف في تعيين اختصاصه، والتدليل على علوم بذاتها دون غيرها، وليس هذا بعجيب، ذلك أن مكيا كان من هؤلاء المتفردين الذين كانت علومهم شاملة. فالحميدي يذكره بالإمامة في القراءة والشهرة فيها (١).

وأبو البركات بن الأنباري يصفه بأنه نحوي عالم بوجوه القراءة (٢). وابن بشكوال ينقل عن أبي عمر بن مهدي أنه كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، مجودا للقراءات عالما بمعانيها (٣). ويضيف أحمد الضبي وصفه بالأدب والحفظ (٤). وأما ياقوت فيضيف إلى ما ذكره المتقدمون علمه بالفقه ووصفه بالتفنن (٥). وأما الذهبي فمرة يصفه بأنه المقرئ العلامة ومرة بأنه من أوعية العلم (٦). وابن تغري بردى يصفه بأنه محدّث (٧).

وإن عرضا لثبت كتبه يقفنا على ذلك الشمول الذي وسعه علم مكي، بيد أن ذلك الثبت وعرضنا له ليؤكد أن مكيا كان إماما في علوم القرآن مشاركا في غيرها من العلوم.

[(أ) علوم القرآن]

وأما علوم القرآن التي كان مكي مضطلعا بها فكثيرة، أو أنها جميع علوم القرآن، لم يفته منها شيء. وكلامي على ذلك مقترن بما اطلعت عليه بنفسي من


(١) جذوة المقتبس ٣٢٩
(٢) نزهة الألباء ٣٤٧
(٣) الصلة ٥٩٧
(٤) بغية الملتمس ٤٦٩
(٥) معجم الأدباء ١٩/ ١٦٧
(٦) معرفة القراء الكبار ٣١٩، وسير أعلام النبلاء ١١/ ١٣١ /ب
(٧) النجوم الزاهرة ٥/ ٤١

<<  <  ج: ص:  >  >>