للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب المدّ (١) وعلله وأصوله

«١» قال أبو محمد: إن سأل سائل فقال: المدّ في أي شيء يكون، ولأيّ شيء يكون؟

فالجواب أن المد لا يكون إلا في حروف المد واللين وهي الألف [التي قبلها فتحة] (٢)، والواو التي قبلها ضمة، والياء التي قبلها كسرة (٣)، وإنما يكون المد في (٤) هذه الحروف عند ملاصقتهن (٥) لهمزة أو ساكن، مشدّد أو غير مشدّد، نحو: «جاء، وقائم، ودابة، واللائي» (٦) في قراءة من أسكن الياء (٧)، ويكون المد أيضا في (٨) حرفي اللين، إذا أتت بعدهما همزة أو مشدّد (٩)، وحرفا اللين الواو والياء الساكنتان، اللتان قبلهما فتحة نحو «شيء وسوء» (١٠).

«٢» فإن قيل: فما العلة التي أوجبت المد فيما ذكرت؟


(١) عرف أبو شامة المد فقال: «عبارة عن زيادة المد في حروف المد لأجل همزة أو ساكن» والقصر نقيضه قال في تعريفه: «ترك الزيادة من المد» أنظر إبراز المعاني ٨٣، ٨٦
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) ص: «همزة».
(٤) ص: «عند».
(٥) ص: «لملاصقتهن».
(٦) أول هذه الأحرف في سورة النساء (آ ٤٣)، وثانيها في آل عمران (آ ٣٩) وثالثها في البقرة (آ ١٦٤)، ورابعها في الأحزاب (آ ٤).
(٧) هو مذهب أبي عمرو، وورش في وقفه، أنظر التبصرة ٩٩ /أ، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٨ /أ، والتيسير ١٧٨
(٨) ب: «من» فصوبته من: ص.
(٩) لفظ «أو مشدد» سقط من: ص.
(١٠) أول الحرفين في سورة البقرة (آ ٢٠)، وثانيهما في التوبة (آ ٩٨).