للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سورة الرحمن تعالى ذكره، مكية

وهي سبع وسبعون آية في المدني، وثمان في الكوفي

«١» قوله: ﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ﴾ قرأه ابن [عامر] (١) بالنصب في الثلاثة الأسماء، وقرأهن الباقون بالرفع في الثلاثة، غير أن حمزة والكسائي خفضا «الريحان» خاصة.

وحجة من نصبهن أنه عطفهن على (الأرض) «١٠» حملا على معنى الناصب ل «الأرض»، في قوله: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ﴾. ف «وضعها» يدل على «خلقها» (٢). فكأنه قال: وخلق الأرض خلقها، وخلق الحبّ ذا العصف والريحان، ف «الحب» ما يؤكل، و «العصف» الورق، وقيل: هو التين، و «الريحان» الورق.

«٢» وحجة من رفع الثلاثة أنه عطف ذلك على المرفوع المبتدأ قبله، وهو قوله: ﴿فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ﴾ «١١»، وهو أقرب إليه من المنصوب، وليس فيه حمل على المعنى. إنما هو محمول على اللفظ، فكان حمله على ما هو أقرب إليه، وما لا يتكلّف فيه حمل على المعنى، أحسن وأقوى، وهو الاختيار، ولأن الجماعة عليه، لكن النصب [فيه] (٣) أدخل في معنى الخلق، والرفع فيه إنما يدلّ على وجوده كذلك.

«٣» وحجة من خفض «الريحان» أنه عطفه على «العصف»، فالتقدير:

«والحب ذو العصف وذو الريحان»، فالمعنى: والحبّ ذو الورق وذو الرزق.

فالورق (٤) رزق البهائم، و «الريحان» هو (٥) الرزق لبني آدم كما قال:


(١) تكملة لازمة من: ص، ر، والتيسير.
(٢) قوله: «حملا على معنى … خلقها» سقط من: ص.
(٣) تكملة موضحة من: ص، ر.
(٤) ب: «فالرزق» وتوجيهه من: ص، ر.
(٥) ب: ر: «وهو» وبطرح الواو وجهه كما في: ص.