للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(ب) «عنوانه»]

وأما عنوان كتاب الكشف، وهو «الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها» فلا خلاف فيه. فمكي يسميه كذلك في الكتاب نفسه وفي كتابيه «التبصرة» و «الهداية إلى بلوغ النهاية» (١)، وإن كان في هذين الأخيرين يقتصر من العنوان على «الكشف عن وجوه القراءات» فذلك مألوف في التسمية إذا كان الاسم مركبا فيكتفى بذكر بعضه مما يدلّ عليه تماما. وابن الأنباري وياقوت ينفردان من كل المترجمين بتسميته «البيان عن وجوه القراءات» (٢).

وينفرد القفطي بتسميته «الكشوف عن وجوه القراءات» (٣). وسوى هؤلاء، فإن اسم الكتاب عندهم على ما ذكرت قبل، ولا كبير خطر في هذا الخلاف يقتضي مناقشته، ذلك لأن مكيا نفسه يسميه «الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها» سواء في الكتاب نفسه أو في بعض كتبه التي ذكرناها، وكذلك المقرئ المحدّث أبو بكر ابن خير يسميه، وقد حدّثه به أبو عبد الله جعفر بن محمد حفيد مكي مناولة منه له في أصل جدّه، فقال: «حدثني به أبي وأبو مروان عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن سراج كلاهما عن جدي مؤلفه . وحدثني به إجازة الشيخ أبو محمد ابن عتاب عن أبي محمد مكي مؤلفه». لكنه يقدّم لفظ «حججها» على لفظ «عللها» ويضيف بعدها قوله:

«ومقاييس النحو فيها» (٤). وتعليل ذلك عندي أن بعض من كتب هذا الكتاب عن مكي إنما تخيّر هذا التغيير في العنوان، أو أن مكيا نفسه كان قد سمّى كتابه في أول الأمر على نحو ما ذكر ابن خير أو على نحو ما جاء عند ابن الأنباري، وياقوت الذي يمكن أن يكون قد نقل عن ابن الأنباري، ثم إذا ما راجع مكي الكتاب، ولعله نسخ منه نسخا أخر، غيّر في العنوان كما يمكن أن يغير في متن


(١) الكشف ٢ /أ، والتبصرة ٢ /ب، والهداية إلى بلوغ النهاية ٤ /ب.
(٢) نزهة الألباء ٣٤٧، ومعجم الأدباء ١٩/ ١٦٨
(٣) أنباه الرواة ٣/ ٣١٧
(٤) فهرست ابن خير ٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>