للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة العنكبوت]

مكية، وهي تسع وستون آية في المدني والكوفي

وعن قتادة أنه قال: من أولها إلى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ﴾ «١١» مدني وباقيها مكي (١).

«١» قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾ قرأه حمزة والكسائي وأبو بكر بالتاء، وقرأ الباقون بالياء.

وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على مخاطبة إبراهيم لقومه، لتقدّم خطابه لهم في قوله: ﴿اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ﴾ «١٦»، وقوله: ﴿ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾، وقوله:

﴿إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً﴾ «١٧»، وكذلك ما بعده، فجرى ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾ على الخطاب، لأنه في سياق خطاب مكرّر: ويجوز عند أبي طاهر أن يكون خطابا للنبي، على التنبيه على قدرة الله، بدلالة قوله بعد ذلك: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ «٢٠». ومنع ذلك غيره، وقال: هو خطاب للمشركين، والمعنى: قل لهم يا محمد: أو لم تروا كيف يبديء الله الخلق.

قال: ولا يحسن أن يكون خطابا للمؤمنين، لأنهم لم يكونوا في شك من البعث، فينبهوا عليه، لأنه قد استقر ذلك في نفوسهم، وآمنوا به، وإنما ينبّه عليه من يجحده، ويقوّي التاء «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ»، والأمر خطاب، وهو للكفار.

«٢» وحجة من قرأه بالياء أنّه ردّه على لفظ الغيبة التي قبله، في قوله:

﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ﴾ كذب أمم) «١٨»، فالمعنى: أو لم ير الذين اقتصصنا عليهم قصص الأمم السالفة، كيف يبدئ الله الخلق، ويمكن أن يكون التقدير:

أو لم ير من مضى من سالف الأمم كيف يبدئ الله الخلق (٢).


(١) قوله: «وعن قتادة … مكي» سقط من: ص.
(٢) التبصرة ٩٧ /أ، والتيسير ١٧٣، والنشر ٢/ ٣٢٨، والحجة في القراءات السبع ٢٥٤، وزاد المسير ٦/ ٢٦٤، وتفسير النسفي ٣/ ٢٥٤، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٣ /أ.
الكشف: ١٢، ج ٢.