للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المعارج، مكية

وهي أربع وأربعون في المدني والكوفي

«١» قوله: ﴿سَأَلَ سائِلٌ﴾ قرأ نافع وابن عامر «سال» بغير همز، وقرأ الباقون بالهمز، إلا حمزة إذا وقف فإنه يبدل من الهمزة ألفا سماعا في هذا، على غير قياس، وكان القياس أن يجعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والألف كما يفعل في الوقف على «رأى ونأى»، ولكن ذكر سيبويه في تخفيف الهمزة في «سأل» البدل سماعا، وأنشد على ذلك أبياتا منها قول الشاعر:

سالت هذيل رسول الله فاحشة (١)

وقوله:

فارعي فزارة لا هناك المرتع (٢)

وعلى ذلك أتت «المنساة» في قراءة نافع وأبي عمرو بالألف أبدلا من الهمزة المفتوحة ألفا، وعلى ذلك كلام العرب في «المنسأة» إذا خففوا.

وحجة من ترك الهمز أنه تحتمل قراءته ثلاثة أوجه: الأول أن يكون جعله من «السؤال»، لكن أبدل من الهمزة ألفا، على ما ذكرنا من اللغة المسموعة فيه، وتكون الهمزة في «سائل» أصلية، والثاني أن يكون جعله من «سلت تسال» لغة في «السؤال»، ك «خفت تخاف» فتكون الألف في «سال» بدلا من واو، ك «خاف» وتكون الهمزة في «سائل» بدلا من واو ك «خائف»، والثالث أن يكون [جعله] (٣) من «السيل»، من: سال


(١) الشاعر هو حسان بن ثابت، وعجز البيت هو:
ضلّت هذيل بما جاءت ولم تصب
انظر فهرس شواهد سيبويه ٧٠.
(٢) هذا الشاهد هو للفرزدق، وصدره هو:
راحت بمسلمة البغال عشية
انظر فهرس شواهد سيبويه ١١٠.
(٣) تكملة لازمة من: ص، ر.