للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المنافقين، مدنية،

وهي احدى عشرة آية في المدني والكوفي

«١» قوله: ﴿خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ قرأها قنبل وأبو عمرو والكسائي بإسكان الشين استخفافا، وقرأ الباقون بالضمّ، وهو الأصل، لأن الواحد خشبة والجمع خشب ك «بدنة وبدن، وأسد وأسد» والإسكان حسن، والضمّ لغة أهل الحجاز (١).

«٢» قوله: ﴿لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ﴾ قرأ نافع بالتخفيف في الواو الأولى، وقرأ الباقون بالتشديد في الواو الأولى، وفي التشديد معنى التكثير، أي: لووها مرة بعد مرة، وفي التخفيف معنى التقليل، ويصلح للتكثير (٢) أيضا. وقوله تعالى:

﴿لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ﴾ «النساء ٤٦» يدلّ على التخفيف، لأن الّلي مصدر ل «لوى» (٣) مثل «طوى طيّا»، وكذلك: ﴿يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ﴾ «آل عمران ٧٨»، وقوله: ﴿وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ﴾ «آل عمران ١٥٣»، وقوله:

﴿وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا﴾ «النساء ١٣٥»، كله يدل على التخفيف، لأنه كله من: لوى يلوي، ولولا الجماعة لاخترت التخفيف، إذ عليه أتى جميع ما في القرآن منه، ولو أتت هذه الألفاظ على «لوّى» لقال «يلويه ويلوون ويلوون» (٤).

«٣» قوله: ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ﴾ قرأه أبو عمرو بالنصب، وإثبات الواو قبل النون، وقرأ الباقون بالجزم، وحذف الواو.

وحجة من نصب أنه عطفه على لفظ «فأصدق»، لأن «فأصدق» منصوب


(١) الحجة في القراءات السبع ٣١٨، وزاد المسير ٨/ ٢٧٥، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١١٢ /أ، وتفسير النسفي ٤/ ٢٥٨.
(٢) ب: «التكثير» وتوجيهه من: ص، ر.
(٣) ب: «ولى» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) راجع سورة النساء، الفقرة «٧٢ - ٧٣»، وانظر الحجة في القراءات السبع ٣١٩، وزاد المسير ٨/ ٢٧٦.