للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قبل (١) قوله لهم: «كونوا أنصارا» وإنما حضّهم على الثبات والدوام على النصرة لدين الله، ودليل ذلك أن في حرف عبد الله: «أنتم أنصار» على أنهم على ذلك كانوا قبل أمره لهم، فإنما أمرهم بالثبات على ما هم عليه، وهو مثل قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾ «النساء ١٣٦» أي: دوموا على الإيمان، ومثله قوله: ﴿اهْدِنَا الصِّراطَ﴾ «الفاتحة ٦»، أي:

ثبّتنا على الدّوام على الهداية. وقد كانوا مهتدين، فسألوا الثبات على ما هم عليه.

«٤» وحجة من نوّنه أنه حمله على معنى أنه أمرهم أن يدخلوا في أمر لم يكونوا عليه، فالمعنى: فافعلوا النصر لدين الله فيما تستقبلون. ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى، كما تقول: كن ناصرا لدين الله، وكن ناصر زيد، وكن ضاربا لزيد، وكن ضارب زيد (٢).

«٥» فيها ياءا إضافة قوله: ﴿مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ﴾ «٦» قرأها ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي بالإسكان، ويحذفون الياء من اللفظ في الوصل، لسكونها وسكون السين بعدها، وبالوقف بالياء.

والثانية قوله: ﴿مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ﴾ «١٤» قرأها نافع وحده بالفتح.

وليس (٣) في الجمعة اختلاف بين القراء إلاّ ما تقدّم ذكره من الأصول. وهي مدنية، وهي إحدى عشرة آية في المدني والكوفي.


(١) ب: «مثل» وصوابه ما في: ص، ر.
(٢) الحجة في القراءات السبع ٣١٨، وزاد المسير ٨/ ٢٥٥، وتفسير النسفي ٤/ ٢٥٣.
(٣) ب: «ليس» ورجحت ما في: ص، ر.
الكشف: ٢١، ج ٢.