للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[باب علل البسملة]

(١) قال أبو محمد: إن سأل سائل عن الإتيان بالبسملة في أول القراءة بالسورة وما (١) علته؟.

فالجواب أنه أتي بالتسمية على إرادة التّبرك بذكر أسماء الله وصفاته في أول الكلام (٢) ولثباتها (٣) للاستفتاح في المصحف، فهي للابتداء (٤) بالسورة (٥). فلا يوقف على التسمية دون أن توصل بأول السورة. وليست بآية من «الحمد» ولا من غيرها من السور عند مالك (٦) وغيره من العلماء (٧). فأما من قال إنها آية من أول


(١) ص: «ما».
(٢) النشر ١/ ٢٦٢
(٣) ص: «ولإثباتها».
(٤) ص: «في الابتداء».
(٥) هذا مذهب الجميع سواء الفاصلون بالبسملة والواصلون والساكتون إذا ابتدؤوا بسورة من السور سوى براءة، وفيما سوى ذلك خلاف يطول، انظر التبصرة ١١ /ب، والتيسير ١٧، والنشر ١/ ٢٦٢. وفي مسلم الجزء الثاني «كتاب الصلاة - باب حجة من قال: البسملة آية من كل سورة سوى براءة».
(٦) هو مالك بن أنس أبو عبد الله الأصبحي، إمام دار الهجرة وفقيه الأمة، حدّث عن نافع والمقبري والزهري وغيرهم، وعنه خلق كثير منهم ابن المبارك والقطنان وابن مهدي (ت ١٧٩ هـ) ترجم في تذكرة الحفاظ ٢٠٧، وطبقات القراء ٢/ ٣٥
(٧) الموطأ «كتاب الصلاة - باب العمل في القراءة»، ومسلم الجزء الثاني «كتاب الصلاة باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة»، ويذكر النحاس تجويز مالك الاستفتاح بها في رمضان. انظر القطع والائتناف ١١ /ب.