للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما في علم الوقف والابتداء فله كتب شتى، منها ما قصره، على بعض مواضع ملبسة، ومنها ما تناول فيه بعض الألفاظ الدائرة في كتاب الله ﷿، ومنها ما بحث فيه أصول هذا العلم، فبيّنها وعرّفها، ثم جاء بالتطبيق عليها كفعل نفر من أئمة هذا الفن منهم ابن الأنباري وأبو جعفر النحاس.

[(ب) علوم العربية]

والصلة بين علوم القرآن وعلوم العربية لقيام بعضها ببعض بيّنة.

ولمكي في النحو، سوى ما تقدم ذكره من تأليفه في مشكل الإعراب، ما يجعله في أهل هذا العلم. بل إن في ترجمته عند غير واحد، ممن تحدثوا عنه، ما يقطع بذلك (١).

ولن يتسنى لمن يعرض للتفسير أو اختيار قراءة له أن يقوم بذلك دون أن يتقن اللغة ويقتدر على معرفتها، وقد كان مكي كذلك، وله في اللغة وأصولها مؤلفات مما لا خفاء معه على مقامه فيها (٢).

وكذلك علم الأصوات، فإن كتابه «الرعاية» الذي تقدم ذكره، ومما ذكر موضعه من الثبت، وبحثه في القراءات ووجوهها، كل ذلك يحلّه مكانة سامية في هذا الفن.

[(ج) علوم اخرى]

وشأن مكي شأن علماء السلف في القيام بعلوم كثيرة. فإننا نجد أحدهم طبيبا وله باع في الموسيقى. ونجد آخر فيلسوفا وله مشاركة في الأدب أو بالطب وسواه.

بيد أن قيام مكي بغير ما تقدّم لم يكن إلا تبعا لاختصاصه أو مكملا له.

فمن ذلك علمه بالحديث والرواية، إذ لا يعقل من مثل مكي ألا يكون متمكنا فيهما. ذلك لما يترتب عن صلة اختصاصه بالعلم وروايته. بل إن مكيا يعتد شيخا


(١) الصلة ٥٩٧، وبغية الملتمس ٤٦٩، ونزهة الألباء ٣٤٧، ومعجم الأدباء ١٩/ ١٦٧، والديباج المذهب ٣٤٦
(٢) معجم الأدباء ١٩/ ١٧١، وانباه الرواة ٣/ ٣١٨

<<  <  ج: ص:  >  >>