للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تصدّى لمكي غير واحد ممن هو في طبقته بل ممن هو أعلى منها. وكان علة هذا التصدي كتاب مكي «تفسير مشكل إعراب القرآن». فقد عقد ابن الشجري بابا قال فيه: «يتضمن ذكر ما وعدت به من زلات مكي بن أبي طالب المغربي في مشكل إعراب القرآن»، وتبع أبو حيّان الأندلسي وكذلك السفاقسي ابن الشجري نقلا عنه ما حشده من تلك الزلات (١).

ولا بدّ من أن تحسب لابن الشجري أن من هذه المواضع ما يستحق تسميته زلة، وأن بعضها لا يعتد به وإنما هو وجوه اجتهادية، وأغلب الظن أن مكيا قد تعجّل في هذه المواضع فحسبت عليه، ولكن حسبه أن يؤاخذه ابن الشجري لا غيره.

[(٣) أسلوبه]

وأما تبيّن أسلوب مكي فهو واضح في كل ما ترك من آثار. ففي مقدمة كتاب التبصرة ما أعتده دليلا على ذلك قوله: «جمعت في هذا الكتاب من أصول ما فرّق في الكتب، وقربت البعيد فهمه على الطالب، واعتمدت على حذف التطويل والإتيان بتمام المعاني مع الاختصار، ليكون تبصرة للطالب، وتذكرة للعالم، حتى قويت نيتي في كتاب قد علّقت أكثره، أعمله لنفسي تذكرة إن شاء الله، أذكر فيه كشف وجوه القراءات، واختيار العلماء في ذلك .. وأضربت عن التكرار، ليقرب حفظه على من أراد ذلك. ولولا ما فرّق في الكتب مما نحن جامعوه، وما عدم فيه القول مما نحن قائلوه .. يجب أن تعلم أيها الناظر في هذا الكتاب أني ربما قدّمت المتأخر من الحروف المختلف فيها لتصنيفه إلى نظائره، فيكون ذلك أسهل للحفظ، وأقرب للمتعلم، ثم لا نعيده في موضعه» (٢).

ومنه أيضا قوله: «اعلم أن هذا الباب كثير الاضطراب، وأنا أذكر لك ما قرأت


(١) أمالي ابن الشجري ٢/ ٤٤١، والبحر المحيط ٢/ ٤٢٦، ٤٣٧، ٥١٨، ٣/ ٣٦، ١٠٤، ١٠٥، ٨/ ١٤٧، ١٧٦ ومواضع أخرى، والمجيد في إعراب القرآن المجيد الجزء الأول ٥١ /ب، ٦٩ /ب، ٧٠ /أ، ٧٨ /أ، ١٤٦ /ب، ١٥٩ /أ، ١٨٨ /ب، ٣٣٦ /أومواضع أخرى.
(٢) التبصرة ٢ /ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>