للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة (١) الزّمر

مكيّة، الاّ ثلاث آيات نزلن بالمدينة،

قوله تعالى: ﴿قُلْ يا عِبادِيَ﴾ «٥٣»

الى تمام الثلاث الآيات

وهي اثنتان وسبعون آية في المدني، وخمس في الكوفي.

«١» قوله تعالى: ﴿يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ قرأ نافع وعاصم وحمزة وهشام بضمّ الهاء، من غير واو، وقرأ أبو عمرو، في رواية الرقيين عنه، بالإسكان، وقرأ الباقون وأبو عمرو، في رواية العراقيين عنه، بضمّ الهاء وواو بعدها. وكلّهم وقفوا على الهاء من غير واو. والإشمام والروم والإسكان جائز ذلك كله فيها لجميع القراء إلاّ أبا عمرو، في رواية الرقيين عنه، فإنه يقف بالإسكان كما يصل، وقد تقدّمت علة هاء الكناية وصلتها (٢) بواو، وبضمة من غير واو، وبالإسكان، وتقدّم ذكر الاختيار في ذلك فيما تقدّم، فأغنى ذلك عن الإعادة (٣).

«٢» سؤال (٤)، ويقول القائل: ما الفرق في قراءة نافع بين ﴿يَرْضَهُ﴾ وبين ﴿خَيْراً يَرَهُ﴾، و ﴿شَرًّا يَرَهُ﴾ «الزلزلة ٧، ٨» إذا (٥) وصل الهاء بواو في «خيرا يره» وفي «شرّا يره»، ولم يفعل ذلك في «يرضه».

فالجواب أن «يره» فعل قد حذف منه عينه، وهو الهمزة، حذفت للتخفيف حذفا مستمرا، لا يستعمل على أصله بالهمز إلاّ في شعر، ثم حذف منه لامه للجزم، فلم يبق منه إلاّ فاؤه، وهو الراء، فلو حذفت الواو، التي هي تقوية للهاء، لخفائها لاجتثت الكلمة لحذف ثلاثة أشياء فثبتت فيه الواو للتقوية للهاء (٦)، والكلمة «ويرضه» فعل لم يحذف منه غير لامه


(١) ر: «بسم الله الرحمن الرحيم سورة».
(٢) ب، ص: «في صلتها» وتوجيهه من: ر.
(٣) راجع «باب هاء الكناية» و «باب علل الروم والإشمام» الفقرة «٤».
(٤) ر: «فصول سؤال».
(٥) ب: «إذ» وتصويبه من: ص، ر.
(٦) ر: «لتقوية الهاء وللكلمة».