للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجعلون ذلك زيادة في تعظيم الله جلّ ذكره، مع التلاوة لكتابه، والتبرك بختم وحيه وتنزيله، والتنزيه له من السوء، لقوله تعالى: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ «المدثر ٣»، ولقوله: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ﴾ «البقرة ١٨٥»، ولقوله تعالى: ﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً﴾ «الإسراء ١١١» وقوله: ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ «العنكبوت ٤٥»، وقوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ «الحجر ٩٨» وقوله: ﴿فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ﴾ «الطور ٤٩» فأمر نبيّه في كلّ ذلك بتكبيره وتنزيهه.

«٣» وحجته في الابتداء، في آخر ختمته بخمس آيات من البقرة، أنه اعتمد في ذلك على حديث صحيح مروي عن رسول الله أنه سئل: أي الأعمال أفصل. فقال: «الحالّ المرتحل» (١). يعني الذي يرتحل من ختمة [أتمّها] (٢)، ويحلّ في ختمة أخرى، أي: يفرغ من ختمة ويبتدئ بأخرى، وعلى ذلك أدرك أهل بلده بمكة. وروي أن أهل مكّة كانوا يكبّرون في آخر كلّ ختمة من خاتمة والضحى لكل القراء، لابن كثير وغيره، سنّة لنقلوها عن شيوخهم، لكنّ الذي عليه العمل عند القراء أن يكبّر في قراءة البزّي عن ابن كثير خاصّة وبذلك قرأت (٣).

باب

في ترتيب وصل التكبير بآخر السور

«١» اعلم أنّه إذا كان آخر السورة مخفوضا، ووصلته بالتكبير، رقّقت اللام من اسم «الله» جلّ ذكره، وتركت المخفوض على حاله، نحو: «الناس، الله أكبر، وحتى مطلع الفجر، الله أكبر» (٤). فإن كان آخر السورة مفتوحا أو


(١) رواه الترمذي في «كتاب القراءات»، وقال فيه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلاّ من حديث ابن عباس، وإسناده ليس بالقوي.
(٢) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٣) التبصرة ١٢٠ /أ، والتيسير ٢٢٦، والنشر ٢/ ٣٨٨.
(٤) الحرف الأول آخر سورة الناس: (آ ٦)، والثاني آخر سورة القدر: (آ ٥).