للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوقف على الياء من «شيء» (١)

«١٦» قرأ حمزة بوقفة خفيفة على الياء من «شيء» حيث وقع على أي حال كان من الإعراب، يقف ثم يهمز. وقرأ الباقون بغير وقف، غير أن ورشا بمدّ الياء، على ما ذكرنا عنه في أبواب المد. وعلة الوقف على الياء، وتركه كالعلة في الوقف على لام التعريف، والاختيار ترك الوقف للعلّة التي تقدّمت (٢).

«١٧» قوله: «وهي، وهو، وفهي، ولهي، وثمّ هو» (٣)، قرأ ذلك أبو عمرو والكسائي وقالون بإسكان الهاء، حيث وقع، إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، وقرأ الباقون بضم الهاء من «هو» وكسرها من «هي»، غير أن أبا عمرو ضمّ الهاء في «ثم هو» كالباقين (٤).

وعلة من أسكن الهاء أنها، لمّا اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام، وكانت لا تنفصل منها، صارت كلمة واحدة، فخفّف الكلمة، فأسكن الوسط وشبّهها بتخفيف العرب لعضد وعجز، فهو كلفظ «عضد» فخفّف كما يخفّف «عضدا»، وهي لغة مشهورة مستعملة، يقولون: عضد وعجز، فيسكنون استخفافا. وأيضا فإن الهاء، لمّا توسّطت مضمومة، بين واوين، وبين واو وياء، ثقل ذلك، وصار كأنه ثلاث ضمات في «وهو»، وكسرتان وضمّة في «هي»، فأسكن الهاء لذلك استخفافا (٥).


(١) الحرف في سورة البقرة (آ ٢٠).
(٢) التبصرة ٥٠ /أ، والتيسير ٦٢، والنشر ١/ ٤١٣، والحجة ١/ ٢٩٥، والحجة في القراءات السبع ٤٨
(٣) هذه الأحرف على تريبها في سورة الحج (آ ٤٨)، البقرة (آ ٢٩)، الفرقان (آ ٥)، العنكبوت (آ ٦٤)، القصص (آ ٦١). وسيأتي ذكر ثانيها في سورة الحج، الفقرة «٤ - ٦».
(٤) التبصرة ٥٠ /أ - ب، والتيسير ٧٢، والنشر ٢/ ٢٠٢
(٥) كتاب سيبويه ٢/ ٣٠٨