للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«١٨» وعلة من حرك الهاء أنه أبقاها على أصلها قبل دخول الحرف [عليها] (١) لأنه عارض، لا يلزمها في كل موضع. وأيضا فإن الهاء في تقدير الابتداء بها، لأن الحرف الذي (٢) قبلها زائد، والابتداء فيها لا يجوز إلا مع حركتها، فحملها على حكم الابتداء [بها] (٣) وحكم لها، مع هذه الحروف على حالها، عند عدمهن. فأما اختصاص أبي عمرو بالضمّ مع «ثم هو»، وبالإسكان مع الواو، والفاء واللام، فإنه لمّا رأى الواو والفاء واللام لا يوقف عليهن، ولا ينفصلن من الهاء، أجرى (٤) الهاء مجرى الضاد من «عضد» إذ لا ينفصل من العين، فأسكن.

ولمّا رأى «ثم» تنفصل، ويوقف عليها، ويبتدأ بها، أجرى الهاء مجراها في الابتداء فضمّها. فأما من أسكن مع «ثم» فإنه، لمّا كانت كلها حروف عطف، حملها محملا واحدا (٥). والاختيار في ذلك حركة الهاء في جميعها، لأنه الأصل، ولأن ما قبل الهاء زائد، ولأن الهاء في نية الابتداء بها، ولأن عليه جماعة القراء، والإسكان لغة مشهورة حسنة.

«١٩» قوله: (فأزلّهما) قرأ حمزة بألف مخففة، وقرأه الباقون بغير ألف مشدّدا (٦).

وعلة من قرأ بالألف أنه جعله من الزوال، وهو التنحية، واتبع في ذلك مطابقة معنى ما قبله على الضد، وذلك أنه قال تعالى ذكره لآدم: ﴿اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ «٣٥» فأمرهما بالثبات في الجنة، وضد الثبات الزوال. فسعى


(١) تكملة موضحة من: ص.
(٢) ب: «التي» وتصويبه من: ص.
(٣) تكملة موافقة من: ص.
(٤) ب: «جرى» وتصويبه من: ص.
(٥) التبصرة ٥٠ /أ - ب، والتيسير ٧٢، والنشر ٢/ ٢٠٢، والحجة ١/ ٣٠٨، والحجة في القراءات السبع ٥٠، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧ /أ، وكتاب سيبويه ٢/ ٣٠٨
(٦) التبصرة ٥٠ /ب، والتيسير ٧٣، والنشر ٢/ ٢٠٣