للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة والقمر، مكية

وهي خمس وخمسون آية في المدني والكوفي

«١» قوله: ﴿إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ﴾ قرأه ابن كثير بإسكان الكاف، وضمّها الباقون، وهما لغتان، وقيل: الأصل الضمّ، والإسكان على التخفيف ك «رسل ورسل وكتب وكتب» و «نكر» صفة، و «فعل» في الصفات قليل (١).

«٢» قوله: ﴿خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ﴾ قرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي «خاشعا» على وزن «فاعل»، موحّدا، وقرأ الباقون على وزن «فعّل»، على جمع فاعل، ك «راكع وركّع».

وحجة من قرأ بالتوحيد على «فاعل» أنه لمّا رأى اسم الفاعل متقدما (٢) قد رفع فاعلا بعده، وهو «أبصارهم» أجراه مجرى الفعل المتقدم على فاعله، فوحّده كما يوحد الفعل، ولم تلحقه علامة تأنيث الجمع، لأن التأنيث فيه ليس بحقيقي.

«٣» وحجة من قرأ بالجمع أنه فرّق بين الاسم الرافع لما بعده وبين الفعل، فجمع مع الاسم ووحّد مع الفعل للفرق، وحسن فيه الجمع، لأن الجمع يدل على التأنيث، فصار في دلالته على التأنيث بمنزلة قولك «خاشعة أبصارهم» (٣).

«٤» قوله: ﴿فَفَتَحْنا﴾ قرأه ابن عامر بالتشديد، وخفّفه الباقون، وقد تقدّم ذكر علته في الأنعام (٤).

«٥» قوله: ﴿سَيَعْلَمُونَ غَداً﴾ قرأه حمزة وابن عامر بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم ستعلمون غدا، وقرأ الباقون بالياء على الغيبة، لأن قبله لفظ


(١) التبصرة ١١٠ /ب، والتيسير ٢٠٥، والنشر ٢/ ٢٠٨، وأدب الكاتب ٤٣٠.
(٢) ب: «متقدم» وتصويبه من: ص، ر.
(٣) الحجة في القراءات السبع ٣١٠، وزاد المسير ٨/ ٩٠، وتفسير النسفي ٤/ ٢٠٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٧ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٢٧ /أ، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٣٠ /ب، وكتاب سيبويه ١/ ٢٧٧.
(٤) راجع الفقرة «١٦» فيها.