للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واحدة (١).

«٥» قوله: ﴿وَمَناةَ الثّالِثَةَ﴾ قرأه ابن كثير بالمدّ والهمز، أعني في «مناة»، وقرأ الباقون بغير مدّ ولا همز، وهما لغتان، فترك الهمز أكثر وأشهر، قال أبو عبيدة: لم أسمع فيه المدّ وهو اسم صنم. وترك المدّ أحبّ إليّ، لأنها اللغة المستعملة، ولأن الجماعة عليه (٢).

«٦» قوله: ﴿وَثَمُودَ فَما أَبْقى﴾ قرأه عاصم وحمزة بغير تنوين، وقرأ الباقون بالتنوين، وقد تقدّمت علته في «هود» وغيرها (٣).

«٧» قوله: ﴿عاداً الْأُولى﴾ قرأه أبو عمرو ونافع بنقل حركة الهمزة على اللام، وإدغام التنوين في اللام، غير أن قالون يأتي بهمزة ساكنة، بعد اللام، في موضع الواو، وقرأ الباقون بالهمز من غير إلقاء حركة، ويكسرون التنوين لسكونه وسكون اللام بعده، وقد ذكرنا علة ذلك وما فيه، وكيف أصله فيما تقدّم فأغنانا عن الإعادة (٤)، وإذا وقفت على «عاد» في قراءة أبي عمرو حسن أن تلقى حركة الهمز على اللام، كما فعل في الوصل، وحسن أن لا تلقى وترد إلى الأصل، والأصل هو الهمز، فأما (٥) إذا وقفت على «عاد» في قراءة قالون وورش، فإنك تلقي حركة الهمزة على اللام وتأتي بهمزة ساكنة في موضع الواو، في قراءة قالون، وقد قيل إنه يبتدأ لقالون بغير إلقاء حركة، فيجب على هذا ألاّ تهمز الهمزة الساكنة، وأن تردّها واوا، لئلا تجمع بين همزتين في كلمة والثانية ساكنة، والعرب لا تستعمل ذلك في كلامها.

ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة.


(١) الحجة في القراءات السبع ٣٠٩، وزاد المسير ٨/ ٧٣، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٥٤، وتفسير النسفي ٤/ ١٩٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٦ /ب ١٠٧ /أ، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٣٠ /أ، وأدب الكاتب ٤٨٠.
(٢) في القراءات السبع ٣٠٨ - ٣٠٩، وزاد المسير ٨/ ٧٢.
(٣) راجع السورة المذكورة، الفقرة «١٨ - ١٩».
(٤) راجع «باب المدّ وعلله وأصوله»، الفقرة «٨».
(٥) ب: «فهذا» وتصويبه من: ص، ر.