للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب جامع في الامالة بعلله]

«١» قال أبو محمد: إن سأل سائل فقال: هلا أمالوا «على، وإلى، ولدى، وحتى» لأنهن كتبن في المصحف بالياء كما أمالوا: «قضى، ورمى، ورضى، وسعى» (١). ونحوه، لأنهن كتبن في المصحف بالياء؟

فالجواب: أن «قضى، ورمى، وسعى» [وشبهه] (٢) إنما كتبن بالياء، لأن أصل ألفهن الياء، فدلّ الخط على الأصل، فأملن لتدلّ الإمالة على الأصل، وليتبع الخط. فأما ألف «على، وإلى، ولدى» فليس لهن أصل في الياء، إنما كتبن بالياء، لانقلاب ألفهن مع المضمر إلى الياء في اللفظ، تقول:

«عليه، وإليه، ولديه» فكتبن على الانفراد بالياء اتباعا لاتصالهن بالمضمر.

وأيضا فإن «إلى، وعلى» حرفان، والحروف لا أصل لهن في الإمالات، إذ لا أصل لألفهن في الياء. و «لدى» ظرف غير متمكن بمعنى «عند» ألفه مجهولة، لو سمي به لكانت تثنيته بالواو، وكذلك «إلى» لو سمي به.

قال الأخفش: لو سميت ب «لدى وإلى» لقلت في التثنية: «لدوان، وإلوان»، ومثله «على» لو سميت به. فهذا يدلك على امتناع الإمالة في «إلى، وعلى، ولدى»، سميت بذلك أو لم تسم. فقد فارق هذا علة امتناع «قضى، ورمى، وسعى». وقد قيل: إنما كتبت «على، وإلى، ولدى» بالياء، لأنهن أشبهن في حال كونهن مع المضمر التثنية في قوله: «غلاميه، وزيديه»،


(١) أمثلة هذه من الأحرف في سورة البقرة (آ ١١٧)، الأنفال (آ ٧) المائدة (آ ١١٩)، البقرة (آ ١١٤).
(٢) تكملة مناسبة من: ص.