للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بإضمار «أن»، لأنه جواب التمني، فهو محمول على مصدر «أخرتني»، على ما ذكرنا في سورة البقرة في قوله: ﴿فَيُضاعِفَهُ﴾ على قراءة من نصبه، فهو مثله في العلة والشرح، فلو عطفته على لفظ «أخرتني» لاستحال المعنى، ولصرت تتمنّى أن تكون من الصالحين، وليس المعنى على ذلك، إنما المعنى أنه التزم الكون من الصالحين إن أخّر (١).

«٤» وحجة من جزم أنه عطفه على موضع «فأصدق»، لأن موضعه قبل دخول الفاء فيه (٢) جزم، لأنه جواب التمني، وجواب التمني إذا كان بغير فاء ولا واو مجزوم، لأنه غير واجب، ففيه مضارعة للشرط وجوابه، فلذلك كان مجزوما، كما يجزم جواب الشرط، لأنه غير واجب إذ يجوز أن يقع، ويجوز أن لا يقع (٣).

«٥» قوله: ﴿وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ قرأه أبو بكر بالياء، حمله على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً﴾، و «النفس» بمعنى الجماعة، فلذلك قال: بما يعملون، وقرأ الباقون بالتاء، جعلوه خطابا شائعا لكل الخلق.

*** «١» وليس في التغابن اختلاف إلاّ ما تقدّم من الأصول وما تقدّم من قوله: ﴿يُكَفِّرْ﴾، و ﴿يُدْخِلْهُ﴾ «٩»، وهو مذكور بعلته في النساء، وما تقدّم من قوله: ﴿يُضاعِفْهُ﴾ «١٧» وهو مذكور في البقرة (٤).

«٢» وهي مكيّة في قول ابن عباس، إلاّ آيات من آخرها نزلن بالمدينة


(١) ب: «وخر» وتصويبه من: ص، ر.
(٢) ب: «وفيه»، ص: «فيها» وتوجيهه من: ر.
(٣) راجع سورة البقرة، الفقرة «١٤٨ - ١٥٢»، وانظر زاد المسير ٨/ ٢٧٨، وتفسير النسفي ٤/ ٢٦٠، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٣٨ /ب، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٣٥ /أ.
(٤) راجع الحرف الأول في سورته، الفقرة «١٧ - ١٩»، وسبقت الإشارة إلى الحرف الثاني في السورة المتقدمة، الفقرة «٥».