للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على خطة تأليفه بعد أن ذكر كتاب التبصرة قوله: «كنت قد ألفت بالمشرق كتابا مختصرا في القراءات السبع في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وسميته كتاب التبصرة، وفيما اختلف فيه القراء السبعة المشهورون، وأضربت فيه عن الحجج والعلل ومقاييس النحو في القراءات واللغات طلبا للتسهيل وحرصا على التخفيف، ووعدت في صدره أني سأؤلف كتابا في علل القراءات التي ذكرتها في ذلك الكتاب كتاب التبصرة» (١). وقد ذكر هذا في كتاب التبصرة قوله: «قويت نيتي في كتاب قد علقت أكثره أعمله لنفسي تذكرة إن شاء الله، أذكر فيه كشف وجوه القراءات واختيار العلماء في ذلك ومن قرأ بكل حرف من الصدر الأول وأقاويل النحويين وأهل اللغة لا أخرج فيه عن شرح ما ذكرته في هذا الكتاب من الاختلاف أسميه كتاب الكشف عن وجوه القراءات» (٢). لكنه وضّح خطة تأليف كتاب الكشف أكثر بقوله: «وهأنذا حين أبدأ بذلك أذكر علل ما في أبواب الأصول دون أن أعيد ذكر ما في كل باب من الاختلاف إذ ذاك منصوص في الكتاب الذي هذا شرحه وأرتب الكلام في علل الأصول على السؤال والجواب ثم إذا صرنا إلى فرش الحروف ذكرنا كل حرف، ومن قرأ به وعلته وحجة كل فريق، ثم أذكر اختياري في كل حرف وأنبه على علة اختياري لذلك كما فعل من تقدمنا من أئمة المقرئين» (١).

ووصف هذا الكتاب وكتاب التبصرة فقال: «فهذا الكتاب كتاب فهم وعلم ودراية والكتاب الأول كتاب نقل ورواية» (٣).

فالتأليف عنده تنظيم للمادة، وحصر للمتشابهات والنظائر وعناية تامة بمعالجة المسائل مجموعة، ونفي للاضطراب في البحث، وتخيّر لما يجب أن يكون، وتبويب لموضوعات البحث والمسائل، واجتناب للاستطراد، وتبيين لفوائد عرضت الإشارة إليها قبل ثم ذكرت في موضعها، وسوى ذلك مما تبيّناه في النصوص التي تقدم نقلها، وما يمكن أن تنبيّنه أيضا لدى مقارنة كتاب «الكشف» بغيره من كتب الفن.


(١) الكشف ٢ /أ.
(٢) التبصرة ٢ /ب.
(٣) الكشف ٢ /ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>