للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما كان من كلمتين، باتفاق الحركة بالفتح، فإنه إذا خففت الثانية جعلت بين بين، بين الهمزة والألف، وعن ورش أنه يبدل من الثانية ألفا، والأول أقيس، ومع الألف يتمكن إشباع المدّ (١). وأما ما كان من كلمتين، باختلاف حركة الهمزة، فإنك إذا خففت الثانية، وقبلها حركة، جعلتها بين بين، إن كانت مضمومة، فبين الهمزة والواو نحو: «شهداء اذ حضر» (٢) إلا أن يكون قبلها ضمة، فالأخفش (٣) يجعلها بين الهمزة والواو (٤). وسيبويه يجعلها بين الهمزة والياء نحو: «يشاء الى» (٥).

وسنذكره بأبين من هذا في تخفيف الهمزة، فإن كانت الهمزة الثانية مفتوحة، وقبلها ضمة، أبدلت منها واوا مفتوحة نحو: «السفهاء الا»، وإن كانت قبلها كسرة أبدلت منها ياء مفتوحة نحو: «من الشهداء أن تضل» (٦). وهذا كله يأتي معلّلا مفسرا في أبواب تخفيف الهمزة، كحمزة وهشام، إن شاء الله. وسنذكر «أئمة» (٧)، وما انفرد من الحروف عما ذكرنا، وعللها في موضعها إن شاء الله (٨).


(١) التبصرة ١٩ /ب، والتيسير ٣٣، والنشر ١/ ٣٥٨، ٣٦٠
(٢) الحرف في سورة البقرة (آ ١٣٣).
(٣) هو سعيد بن مسعدة أبو الحسن، من أكابر ائمة نحاة البصرة، وأعلم من أخذ عن سيبويه، وأخذ عن شيوخ سيبويه، وهو الطريق إلى الكتاب، وحدّث عن الكلبي والنّخعي، (ت ٢١٠ هـ) ترجم في مراتب النحويين ٦٨، ومعجم الأدباء ١١/ ٢٢٤، ووفيات الأعيان ٦/ ١٤٧
(٤) ذكر أبو علي عن الأخفش قوله: «ومع ذلك فإن أبا الحسن قد جوّز على قياس أكميك في المنفصل فقال: إلا أن تكون المكسورة منفصلة فتكون على موضعها أنها تقلب إلى جنس حركتها»، وناقش أبو علي المسألة فأشبعها، انظر الحجة ١/ ٢٧٢، وشرح المفصل ٩/ ١١٣
(٥) تقدّم تخريج هذا الحرف في الباب المتقدّم، الفقرة «١»، وانظر كتاب سيبويه ٢/ ١٩١
(٦) هذا الحرف والذي قبله في سورة البقرة (آ ١٣، ٢٨٢)، انظر الباب كله في كتاب سيبويه ٢/ ١٩٠، والحجة ١/ ٢٧٠
(٧) الحرف في سورة التوبة (آ ١٢)
(٨) التبصرة ١٩ /ب، ٢٢ /أ، والتيسير ٣١، والنشر ١/ ٣٥٨