للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقدّرة، فمدّ لتقدير لفظ الهمزة، فلمّا لم يقدّر الهمزة، لاعتداده بالحركة في اللام في هذا الوضع، أسقط المدّ، ولمّا تحركت اللام بحركة لازمة، معتدّ بها، لأجل الإدغام فيها، ردّ قالون الواو، التي بعد اللام، إلى أصلها، وهو الهمز، وذلك أن أصل «أولى» «وولى» مشتق من «وأل» إذا لجأ، فلمّا انضمت الواو أبدل منها همزة، كما فعل في «وجوه، ووقّتت» (١) فاجتمع همزتان، الثانية ساكنة، فخفّفت الثانية فأبدل منها واو لانضمام ما قبلها، فصارت «أولى»، فلما ألقى حركة الهمزة المضمومة على اللام، ووقع الإدغام، اعتدّ بالحركة، فلم يتغيّر (٢) رجوع المضمومة، فسقط المد لورش، ورجعت الواو إلى أصلها، وهو الهمز في قراءة قالون (٣). وقد تقدّم من هذا (٤) جملة في باب المدّ (٥).

وقراءة نافع وأبي عمرو (٦) في «عادا الأولى» في «والنجم» ضعيفة عند النحويين حتى إن بعضهم عدّها من اللحن (٧)، وعلتهم في ذلك أنهم أدغموا التنوين في حرف ساكن، والساكن لا يدغم فيه، لأن المدغم لا يكون إلا ساكنا، فامتنع (٨) أن يكون المدغم فيه ساكنا أيضا. وحركة الهمزة، التي على اللام، لا يعتدّون بها، لأنها عارضة، فاللام في حكم الساكنة، والساكن لا يدغم فيه، فلهذا أنكروا قراءة نافع في ذلك. وقد وافقه على ذلك أبو عمرو، ووجه ذلك ما قدّمنا من أن الحركة العارضة، قد يعتدّ بها في قولهم: «سل، ولحمر» وشبهه.


(١) القاموس المحيط مادة «وال، وجه، وقت».
(٢) ص: «يقدر».
(٣) وروى عنه بغير همز جمهور العراقيين كلهم من طريق أبي نشيط. انظر التبصرة ٢٥ /ب، والتيسير ٢٠٤، والنشر ١/ ٤٠٤ «يشبع التوجيه».
(٤) ص: «علة هذا».
(٥) تقدّم في «باب المد علله وأصوله»، الفقرة «٤».
(٦) لفظ «أبي عمرو» سقط من: ص.
(٧) ص: «لحنا».
(٨) ب: «فمتنع»، ص: «فممتنع» فوجّهتها.