للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحمزة في الوقف واجب، على أصله في المتوسطة، ولو كانت «ها» التي للتنبيه لم تنفرد في قولك: هاء يا رجل، ولم يكن معها همزة. فأصلها في القرآن «هاؤمق» (١)، كتب على لفظ الوصل، إذ قد حذفت الواو لسكونها وسكون القاف، ولا يحسن الوقف عليه، لأنك إن وقفت على الأصل بالواو خالفت الخط، وإن وقفت بغير واو خالفت الأصل، ولهذا في خط المصحف نظائر كثيرة (٢)، قد حذف منها حرف المد واللين لالتقاء الساكنين، وكتب على لفظ الوصل بالحذف.

فهذا قياس الوقف عليها، وفي «هاء» مع الواحد والتثنية والجمع لغتان، غير ما ذكرنا، إحداهما: سكون الهمزة في الواحد فتقول: هاء يا رجل، أي: خذ، وفي الاثنين (٣): «هاءا» فتزيد ألفا، كما تقول: قوما وخذا، فتزيد ألفا في التثنية، وفي الجمع: «هاءوا»، فتزيد واوا، كما تزيدها في: قوموا وخذوا.

والأخرى أن يأتي بالهمزة مكسورة في الواحد فتقول: «هاء يا رجل»، وفي الاثنين:

«هائيا»، وفي الجمع «هاءوا» كالذي قبله (٤).


(١) وهو الحرف الذي في سورة الحاقة (آ ١٩).
(٢) وهو في الكلام والقرآن نحو حذف أحرف العلة لفظا أو خطأ ولفظا إذا لقيها ساكن نحو قوله تعالى: «يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ، و فَلا تَسْئَلْنِ». وقولهم:
لا أدر.
(٣) ص: «وللاثنين».
(٤) إصلاح المنطق ٢٩٠، وزاد المسير ٨/ ٣٥١ «عن الزجاج»، ومغنى اللبيب ٣٤٩، واللسان «ها» نقل عن ابن السّكيت.