للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما (١) قدّمنا. وجعلت المكسورة بين الهمزة والياء، لأن الياء أولى بها من الواو والألف لما قدمنا، كما كانت الألف أولى بالهمزة المفتوحة، التي قبلها فتحة أو ألف، لأن الألف أولى بها، إذ هي منها، ومن إشباع حركة واحدة يتولد ذلك الحرف، ويتكوّن في اللفظ. وقد ذهب الأخفش إلى أن تخفيف المكسورة التي قبلها ضمة، بين الهمزة والواو (٢).

وعلته في ذلك أنه لو جعلها بين الهمزة والياء الساكنة، كما يقول سيبويه، لصارت ياء ساكنة قبلها ضمة، وذلك لا يجوز. وسيبويه يقول إنها ليست بياء ساكنة محضة، إنما هي بين بين بزنتها متحركة، فكما تكون الضمة قبلها، وهي متحركة كذلك تكون قبلها، وهي بين بين (٣)، وهو الاختيار. وكذلك اختلفوا في المضمونة، التي قبلها كسرة، فالأخفش يجعلها بين الهمزة والياء، للكسرة التي قبلها. وسيبويه يجعلها بين الهمزة والواو لأنها بين الهمزة المضمومة والياء الساكنة مضمومة (٤) فحركتها أولى بها من حركة ما قبلها، والعلة في هذه كالعلة فيما قبلها، وذلك نحو: «سئل، ولأمه» (٥).


(١) ص: «كما».
(٢) تقدّم ذكر ذلك والإحالة على مصادره في «باب ذكر جمل من تخفيف الهمز فيما ذكرنا»، وانظر التبصرة ٢٨ /أ.
(٣) كتاب سيبويه ٢/ ١٩٨
(٤) ب: «الساكنة نحو يؤده وجاؤوا مضمومة»، وأرى أن هذين المثالين أقحما أو خطفت عين الناسخ إليهما في موضع آخر من الكتاب، فهما غريبان على المسألة، والأولى أن يستبدلا بما ذكره أبو علي الفارسي في المسألة ذاتها قوله: «هذا قاري، وهؤلاء قاريون ويستهزيون» انظر الحجة ١/ ٢٧٣، والنشر ١/ ٤٣٧
(٥) ثاني المثالين في «ب» هكذا «لأمك» وما في «ص» وجهه، وأول الحرفين في سورة البقرة (آ ١٠٨)، وثانيهما في النساء (آ ١١) وهو نحو ما جاء في «باب في هجوم الحركات على الحركات» في نحو: «يرمون ويقضون» انظر الخصائص ٣/ ١٣٦، ١٣٨، والحجة ١/ ٢٧٣، وكتاب سيبويه ٢/ ١٩٨