للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدغم فيهن (١)، نحو: ألسنة جمع لسان، ونحو: «ألزمه وألصقه وألثمه» وشبهه. وعلة ذلك أن لام التعريف لا تتحرك أبدا، فلزمها السكون، فقويت، في الإدغام، ولأن لام التعريف كثر استعمالها، وهذه اللامات، غير لام التعريف، قد تتحرك ويقلّ استعمالها، وتقول: لسنته ولصقت به ولزمته، فتحرك اللام (٢)، فلمّا لم تلزم اللام في هذا لم (٣) يلزمها الإدغام. وعلة أخرى وذلك أنهم فرّقوا بين اللام الزائدة، وهي لام التعريف، وبين اللام الأصلية، وهي لام ألسنة وألصقه وشبهه، لأنها فاء الفعل، وأيضا فإن الأصل الإظهار، فجرت الأصلية على الأصل، وهو الإظهار، وأدغمت لام التعريف للفرق بين اللام الأصلية واللام الزائدة، وكانت الأصلية أولى بالإظهار، لأنه الأصل، فجرى الأصل على الأصل، وهو الإظهار، وجرى الزائد على الفرع وهو الإدغام. وكانت لام التعريف أولى بالإدغام لأنه تخفيف، وهو كثير التصرف لدخولها على النكرات إلا اليسير (٤). وحجة أخرى، وهو (٥) أنك لو أدغمت اللام الأصلية في «ألسنة» لأشبه قولك «السّنة» وهو النوم، فكان الإظهار أولى بها. فإذا اشترك الحرفان في إدغام لام التعريف فيهما قوي إدغام أحدهما في الآخر، ما لم يمنع من ذلك علة (٦).


(١) ص: «فيها».
(٢) ص: «اللام بها».
(٣) ص: «هذا أمن السكون ما لزمه لام التعريف لم».
(٤) أي سوى أسماء الأعلام والأسماء غير المتمكنة، انظر أسرار العربية ٤٢٧
(٥) ص: «وذلك».
(٦) كتاب سيبويه ٢/ ٥٠٢، وأسرار العربية ٤٢٦