للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«١١» فالجواب أن الحركة، التي كانت على هذه الحروف، باقية في الكلمة لم تحذف، وهي ضمة القاف في «يقوم، ويقول» وكسرة الياء والكاف في «يبيع، ويكيل»، فلمّا كانت الحركة باقية لم تحتج إلى الإشارة. إنما تقع الإشارة لتدلّ على الحركة المحذوفة من الكلام. فلمّا كانت ضمة (١) أوائل الأفعال الستة محذوفة، أتى بالإشارة، لتدلّ على الحركة المحذوفة من الكلام. فأما من أشمّ الضمّ في بعضها، وتركه في بعض، فإنه قرأ على ما نقل، وجمع بين اللغتين، إذ الإشارة وتركها لغتان فاشيتان مشهورتان.

«١٢» فإن قيل: هل تسمع هذه الإشارة أو لا تسمع، وهل ترى أو لا ترى، وهل تحكم على الحرف الأول، الذي معه الإشارة، بالضمّ أو بالكسر؟

«١٣» فالجواب أن الإشارة إلى الضم، في هذه الأفعال، تسمع، وترى في نفس الحرف الأول، والحرف الأول مكسور، ومع (٢) ذلك الكسر إشارة إلى الضم، تخالطه، كما أن الحرف المتحرك الممال، لإمالة فيه، تسمع وترى في نفس الحرف الممال، والممال مفتوح، ومع (٢) ذلك الفتح إشارة إلى الكسر تخالطه، لتقريب الألف (٣)، التي من أجلها وقعت الإمالة، إلى الياء، وكذلك تقريب (٤) الألف الممالة إلى الياء في حال الإمالة تسمع وترى (٥) لأنها ليست بحركة، وليس الحرف الأول من هذه الأفعال بمضموم، إنما هو مكسور، يخالط كسرته شيء من ضمّ يسمع، كما أن الحرف، المفتوح الممال، حكمه الفتح، ويخالط فتحته شيء من كسرة، يسمع. فبالحرف الممال يشبه هذه الإشارة إلى الضم، في هذه الأفعال، سيبويه (٦) وغيره، ألا ترى أن أوائل هذه الأفعال، لو


(١) ص: «ضمة هذه الأفعال».
(٢) ب: «مع» وبواو العطف صوابه كما في: ص.
(٣) ب: «لتقرب بالألف» وتصويبه من: ص.
(٤) ب: «تقرب» وتصويبه من: ص.
(٥) ص: «ولا ترى».
(٦) كتاب سيبويه ٢/ ٣١١