للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الصاد، فكأن السين التي هي الأصل لم تزل، إذ قد خلفها حرف (١) من مخرجها، ومن صنفها في الصفير، فعمل اللسان بذلك عملا واحدا، متصعّدا، منطبقا بالحرفين معا، والصاد هو الاختيار، للمطابقة في اللفظ والمجانسة بين الحرفين، ولأن عليه خط المصحف (٢)، ولأن عليه أكثر القراء (٣). وقال أبو حاتم:

هما لغتان، فكيف قرأت فأنت مصيب، واختار في ذلك أن يتبع خط المصحف.

«١٥٨» قوله: (عسيتم) (٤) قرأه نافع بكسر السين، وفتحها الباقون، والكسر لغة في «عسى» إذا اتصل بمضمر خاصة. وقد حكي في اسم الفاعل «عسي» فهذا يدل على كسر السين في الماضي (٥). والفتح في السين هي اللغة الفاشية، وعليها أجمع القراء ونافع معهم، إذا لم يتصل الفعل بمضمر. وأيضا فإن مساواة الفعل، مع المضمر والمظهر، أولى من المخالفة بينهما، لأن المضمر عقيب المظهر، فواجب أن يكون مثله. وهو الاختيار لإجماع القراء عليه مع المضمر والمظهر. وإنما خالفهم نافع وحده مع المضمر (٦). وقد قال أبو حاتم: ليس للكسر وجه، وبه قرأ الحسن وطلحة.

«١٥٩» قوله (غرفة) قرأه الكوفيون وابن عامر بضم الغين وفتحه (٧) الباقون.


(١) لفظ «حرف» سقط من: ص.
(٢) قوله: «ولأن عليه خط المصحف» سقط من: ص.
(٣) زاد المسير ١/ ٢٩١، وتفسير النسفي ١/ ١٢٤، والقاموس المحيط «بسط».
(٤) سيأتي ذكر هذا الحرف في سورة محمد ، الفقرة «٤».
(٥) كتاب سيبويه ١/ ٥٥٨، وأدب الكاتب ٢٠٦، والقاموس المحيط «عسى».
(٦) زاد المسير ١/ ٢٩٢، ومغني اللبيب ١٥٣
(٧) ب: «وفتح» ورجحت ما في: ص.